اما آن لكرومر ان يترجل* .. بقلم بروفيسور البخاري الجعلي

32

 

وكرومر الذي نقصده هو المفوض السامى البريطاني والقنصل العام لبريطانيا فى مصر فى تسعينات القرن التاسع عشر .
آنذاك كانت مصر وفقا للتكييف القانونى اشبه بالمحمية فى القانون الدولى .
و في إيجاز كان اللورد كرومر وقتها هو الحاكم الفعلى لمصر
بالرغم من وجود وزارة و رئيس وزراء ، واللورد كرومر هو مؤلف ما عرف في القانون الدولى بالحكم الثنائي في السودان ( condominium ) وكان ذلك آنذاك فى حد ذاته سابقة .

لقد كان عندنا فى وطننا العزيز الجريح في هذه الأيام … كان عندنا ما يشبه باللورد كرومر مصر لكن اسمه *فولكر* !
والذى أتى به لنا *المدعو حمدوك وجوغته وحواريوه مما يسمى بالحريه والتغيير .*
و بمرور الايام أشعر بسعادة انني كنت اول من احتد به .
كان ذلك في أول جلسة عقدتها الثلاثية مع عدد من الاحزاب والقوى السياسية بالإضافة للقوات المسلحة وقاطعتها الحرية والتغيير المجلس المركزي أيام عنجيتها .
يوم ذاك أراد أن يفرض علينا ورقة لائحة لاحظت انها ركيكة
اعترضت عليه ، فرفض اعتراضي ، فسألته هل انت قانوني ؟
فرد بالنفى . فقلت له تحتاج لمراجعة .. فقال فى صلافة وعنجهية بالعربية مش مهم ساستمر .
ولولا تدخل البعض……
فولكر ليس فى مستوى السودان لكنه وجد فيهم ضالته….
سووقوه بأنه عبقري زمانه مقابل ان يرسخ لهم موطء قدم…
فكانت ماسمى بدستور المحامين البائس …..وكان ماسمي بالاتفاق الأطاري الابأس
وكان علينا في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إما التوقيع عليه ، أو التوقيع عليه رغما عن الأنوف عن طريق هزيمة حربية حبكت وقسمت ادوارها فى دهاليز دولة اجنبية
كانت عزيزة لدى اهل السودان لكنها فقدت البصر والبصيرة…
فكانت تقديراتها جد متواضعة .
تقويم ذلك من منظورنا يبقى متروك لحكومة تمثل
اغلبية اهل السودان ، وأما جوغة فولكر من
السودانيين بما فيهم الدكتور حمدوك وبعض الأصدقاء من القوى السياسية التي تتحالف معه فما زالت الفرصة متاحة لهم لمراجعة المواقف ، وتقويم التقديرات لتصحيح المسارات :
وأولها ( نحن جميعا كفيلون بوطننا )
وثانيها ( ان الجيش هو رمز وحدة السودان شأنه فى ذلك
ان الدستور الأمريكي هو رمز وحدة الولايات المتحدة الأمريكية ) ودون ذلك كل ماهو غال وثمين كما اكدته الايام الماضية .

حفظ الله السودان و شعبه و الرحمة للشهداء و عاجل الشفاء للجرحى و المصابين .

بروفيسور البخاري الجعلي
مساعد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل

التعليقات مغلقة.