الآن الآن وليس غداً يا حمدوك أو اذهب غير مأسوفٍ عليك

173


ياسر عبدالفتاح:

– من فضلك.. أعمل طوافا سريعا على فيس بوك ولاحظ من يغمرون صفحاته بالمخاوف المفتعلة على صحة وسلامة الشعب الذي خرج بالملايين دعما لحكومته الانتقالية والمطالبة بتصحيح مسار الثورة. نجحوا للحد البعيد في صرف الأنظار عن ثمرات مليونية 30 يونيو ، أهم ثمرات موجة امس أن الدولة التي يتمنى الغامرون عودتها وجلسوا على مقاعدها وناموا على ريش نعامها لن تعود وانها ماتت وشبعت موتا. وأن دعوات مثل “يا البرهان دايرنو معاك ” لن تجد من يصغ إليها.

– من يتباكون على صحة السودانيين، وأن مسيرات 30 يونيو (أحدهم كتب تلتين يونيو على سيبل الاستظراف والاستخفاف) ستكون وبالا على الشعب ، فات عليهم أن الشعب خرج على نظامهم المقبور وهو يدرك أن تاتشرات علي عثمان وصلاح قوش ونافع ستطلق الرصاص عليهم ، وأن جنودهم الرساليين لن يتورعوا في ارتقاء بيوت الآمنين واغتصاب الحرائر.. ومع ذلك خرج الشعب وواجه الموت بصدور عارية فالموت أهون من حياة البين بين وبيع المواقف والتربح

– انظر إلى أطنان الدموع التي يذرفها هؤلاء خوفا على الشعب الذي سيقتله الكورونا، هي ذات العيون التي كانت ترى الرصاص يحصد الآمنين في اعتصام القيادة، وفي دارفور وكجبار وبورتسودان وامسكت دموعها بين جفونها.. هي كلمات حق أريد بها باطل، ومحاولة بائسة لإغراق المنصات والتضييق على فرحة السودانيين بما حدث أمس.

– الكلمة الأخيرة لحمدوك وحكومته ، الثوار أعادوا لك الثورة الآن نظيفة (بلا شق أو طق) ، أبدأ من اليوم في تنفيذ مطلوبات الثورة ، لن يمنحك الشعب فرصة أخرى ، لا مليونية محفزة بعد اليوم ولن ينتظر الشعب لأسبوعين آخرين كما وعدت في خطابك الأخير .. الشعب خاطر بسلامته أمس ومنحك تفويضا بلا شروط.. احزم وتوكل على الله

الآن الآن وليس غدا يا حمدوك ـ أو أذهب غير مأسوف عليك.
منقول من صفحة الأستاذ ياسر عبدالفتاح على فيسبوك

التعليقات مغلقة.