صلاح أبوالسرة في حوار شائق: مناوي اعتقلني.. وعبدالواحد رفض مقابلتي

372

هذه قصتي مع الحزب الشيوعي

اعتذرت عن الانضمام وأبلغتهم أنني تجاوزت تلك المرحلة

تأسيس التحالف الوطني تم في البيت الذي ولد فيه الميرغني

اختيار عبدالواحد كان مربوطاً بالمناطقية وكنا نريد مدخلا لجبل مرة

فتحنا مكتب منظمة “سودو” لعبد الواحد في زالنجي

عبدالواحد رفض مقابلتي لاعتقاده أنني أصبحت “زول مناوي”

شكلت جبهة القوى الثورية بالاتفاق مع مناوي فاعتقلتني قواته

العميد عبدالعزيز خالد ابتلع التنظيم السياسي للتحالف

عملت مع الرفيق الهادي إدريس في مشروع “البداية الجديدة”

اندمجنا مع “المجلس الانتقالي” والعمل السياسي ليس حرب عصابات

قبل أن التقيه للمرة الأولى في جوبا كنت أعرفه بحكم طبيعة العمل كأحد قادة التمرد بدارفور الذين نسمع عنهم ولا نراهم. كنا فقط نستعين بمحرك البحث (قوقل) لنعرف أكثر. وقد توفرت لدي معلومات سابقة عن هذا الرجل (صلاح أبوالسرة) تقول إنه العقل المدبر لتمرد دارفور، وسمعت وقرأت الكثير من الحكايات والقصص البطولية.
أدهشني الرجل حين التقيته بتواضع ربما يظن البعض أنه لا يليق بتاريخه، لدرجة أنني أصبحت في حيرة وربما شكك في صحة بعض المعلومات المتداولة عنه ومطابقة التاريخ والسيرة بالصورة التي أمامي، ولكن بعض مجايليه في سنين الكفاح المسلح أثبتوا لي صحة السيرة والصورة، وأكدوا أنه (هو هو) وأن هذا الهدوء و(الأدب) الذي يشبه الحياء والتواضع كان يلازمه مثل سلاحه منذ أن عرفوه.
ولأخرج من حالة المدح والإطراء التي بدأت تظهر في تعبيري في مادة صحفية يجب أن أكون فيها محايداً ليس أمامي سوى التوقف هنا والدخول في تفاصيل الحوار مع رئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية – سابقاً- ونائب رئيس حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي – حاليا- الأستاذ صلاح محمد عبدالرحمن (أبو السرة) :

حوار- معتصم الشعدينابي:

.. هل أنت شيوعي؟

… لست شيوعياً ولكن..

… ولكن لماذا كل ما ذكر تاريخ أبو السرة يشار إلى أنه شيوعي قديم أو شيوعي سابق؟

.. كل علاقتي بالحزب الشيوعي أن شقيقي أحمد (اسبوتش) تشاور معي حول الانضمام للحزب وتقدم هو بطلب الانضمام باسمي ووافقت، وكان ذلك في العام 1983م، ولكن لم يأت الرد على هذا الطلب إلا في العام 1986 بعد الانتفاضة حيث شكلنا مع آخرين (الملتقى الثقافي الديمقراطي)، كنا نتناول الوضع السياسي بمدخل ثقافي في تلك الأيام اتصل بي إبراهيم فتح الرحمن، ليبلغني بالموافقة على الطلب وكان معه عبدالسلام أبوإدريس وعرفني أن عبدالسلام هو صلتي بالحزب الشيوعي.
وقتها كنت عضواً قيادياً في منظمة العمل الاشتراكي، واعتذرت عن الانضمام وأبلغتهم أنني تجاوزت تلك المرحلة ولم أعد أرغب في الانضمام، وهذه هي كل العلاقة مع الحزب الشيوعي.
.. قيل إنك صاحب فكرة فتح الجبهة الغربية أو نقل العمل المسلح من الشرق إلى دارفور كيف حدث ذلك؟
… بعد انقلاب يونيو 1989م تم تجميد منظمة العمل الاشتراكي، وبدأنا في عملية سياسية واسعة مع بعض الرموز السياسية المعروفة إبان فترة الديمقراطية من رموز حراك 6 أبريل والسياسيين والناشطين الذين ظهروا كجزء من قوى الانتفاضة.
وهذا الحراك أنتج (التحالف الوطني السوداني) في العام 1993 وكنت أحد قياداته، وتم التواصل مع القيادات بالخارج عبر عبدالحفيظ الكاروري في القاهرة، ووالد عبدالحفيظ أحد خلفاء الطريقة الختمية، وهنا أشير إلى أن تأسيس التحالف الوطني السوداني تم في البيت الذي ولد فيه السيد محمد عثمان الميرغني ببحري، حيث كانت الاجتماعات تتم هناك.
وبعدها التقى كاروري بمجموعة القيادة الشرعية العسكرية وأعلنوا انضمامهم للتحالف واعتبروا أنفسهم الذراع العسكرية للتحالف أو قوات التحالف الوطني السوداني.
 لم يبدأ العمل العسكري في دارفور بعد؟
… لا ولكن في المؤتمر الثاني للتحالف في ديسمبر 1996 والذي استمر حتى يناير 1997م وفي هذا المؤتمر قدمت ورقة حول فتح العمل العسكري في الجبهة الغربية بدارفور، ووجد هذا الاتجاه تأييد 3 أشخاص فقط من المشاركين في المؤتمر أما البقية فرفضوا فتح جبهة حربية في دارفور.
… إلى هذه اللحظة أيضاً لم تبدأ العمليات العسكرية في دارفور؟
… نعم.. في مارس 1997 ذهبت إلى دارفور وبدأت أمارس نشاطاً سياسياً (سري بالطبع) وحتى في الديمقراطية الثالثة بعد الانتفاضة كنا نفضل العمل السري. ولكن تم اعتقالي حتى آخر العام 1999م، بعد ما يسمى بـ (المفاصلة) بين الإسلاميين بقيادة حسن الترابي وعمر البشير، والتي أفضت إلى انشقاق الحزب الحاكم إلى حزبين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، وخرجت عبر (عفو عام).
… بأي تهمة تم اعتقالك وحبسك وكيف تم تحديد عقوبتك؟
… كنت محكوماً بالسجن لسبعة أعوام، 5 منها بتهمة تقويض النظام الدستوري (وهو لم يكن نظاماً دستورياً بل انقلاباً) بالإضافة لسنتين عقوبة تزوير مستندات رسمية.
… ثم ماذا بعد خروجك من السجن هل واصلت موضوع فتح جبهة دارفور؟
…. خرجت مع بداية العام 2000م، وتعرفت بالرفيق عبدالواحد محمد أحمد النور، عبر الرفيق معتصم (باكمبا) في مكتب محاماة بالخرطوم، وبعد فترة اتفقنا على أن يذهب إلى دارفور ويفتح مكتباً في زالنجي، مكتب منظمة تحت التسجيل.

.. ماهي هذه المنظمة؟
… منظمة السودان للتنمية الاجتماعية (سودو) وقد كان أن تم افتتاح مكتب المنظمة وذهبت في رمضان 2001 إلى زالنجي مع الرفيق عبدالعال جمعة (قرين) ومعنا شهادة التسجيل ليتم تسجيل المنظمة بغرب دارفور ويفتح المكتب ويكون مديراً لمنظمة (سودو) بغرب دارفور.
.. أهي سودو الحالية المرتبطة بـ د. مضوي إبراهيم؟
… نعم هي سودو ذاتها.
… لم ندخل في الحرب بعد؟
… مهلاً مهلاً لماذا تستعجل على الحرب ونحن في (عز السلام).. لم نبدأ الحرب لأنه تم اعتقالي مرة أخرى في العام 2002م.
… كيف وأين ولماذا؟
… هذه المرة أُعتقلت بعد عودتي من شمال بحر الغزال، والتي ذهبت إليها باتفاق مع د.جون قرنق دي مبيور، لمقابلة دينق ألور الذي كان والياً لشمال بحر الغزال. وكانت المهمة في إطار جهود تحقيق سلام شعبي بين (الدينكا والرزيقات) و(الدينكا والمسيرية)، ولم أتمكن من مقابلة دينق ألور بسبب صراعات دارت في المنطقة أثناء وجودي هناك وتم احتجازي لمدة ثلاثة أشهر ونصف عدت بعدها إلى الخرطوم، وتلقيت محادثة هاتفية عاجلة من عبدالواحد محمد نور، يطلب حضوري فوراً إلى دارفور.

… وهل ذهبت إلى هناك؟
… للأسف لا، كنت وقت المحادثة قد عدت للخرطوم منذ ثلاثة أيام فقط وكان الأمر يحتاج إلى ترتيب، فذهابي لدافور ليس سهلاً وقبل أن يكتمل الترتيب بعد ثلاثة أيام أخرى من المحادثة تم اعتقالي.
…. لم تشارك في العملية العسكرية ؟
… وأنا في المعتقل علمت بدخول الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الفاشر في 2003م ووقتها كانت المعتقلات تعج بأبناء المؤتمر الشعبي، وكنت الوحيد الذي يجيب على تساؤلات المعتقلين حول الأحداث.
… عم يتساءلون؟
.. كانوا يتساءلون عن عبدالواحد من هو ومن أتى به ومن يقف وراءه..
… من أين للحركة الوليدة بهذا الدعم العسكري؟
… حمل السلاح ليس غريباً في دارفور والأسلحة الصغيرة والشخصية كانت متوفرة ومتاحة رغم منع حيازتها رسمياً لكن الدعم الأكبر كان من الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة د. جون قرنق الذي كنت أتعامل معه وأعرفه قبل ذلك.
… لماذا اخترتم عبدالواحد؟
… الاختيار كان مربوطاً بالمناطقية، كنا نريد مدخلا لجبل مرة لنخرج منه كقوة سياسية وعسكرية موحدة، وفي هذا الإطار عرفت عبدالواحد بخميس عبدالله أبكر، رئيس التحالف السوداني حالياً، وأصبح وقتها نائبأ لعبدالواحد في رئاسة الحركة.
…. أين التقيت بخميس أبكر؟
… التقيت به كثيراً ولكن المرة التي أتحدث عنها والتي حدثته فيها عن فكرة الحركة كانت خلال لقاءات بسجن كوبر ومن حسن الحظ أنه تم نقل خميس من كوبر إلى سجن زالنجي.
…. وما الذي أتى بخميس أبكر إلى كوبر؟

… كان متهماً بحيازة السلاح والسلاح كان يستخدم في الحروب الأهلية.
… أنت مهندس بداية العمليات العسكرية في دارفور؟
... ربما، ولكن لم أشارك في الإانطلاق لوجودي داخل المعتقل.
.. جبهة القوى الثورية أين هي من كل هذا ومتى تشكلت؟
… تشكلت في وقت لاحق.. فبعد خروجي من المعتقل في العام 2000م ذهبت إلى إريتريا والتقيت د. جون قرنق لمرتين وفي 2001م كنت خارج مشروع قوات التحالف السودانية لأن قائدنا العميد عبدالعزيز خالد، ابتلع التنظيم السياسي وأصبح قائداً لمشروع التنظيم، فجمدنا وضعيتنا في التنظيم ونحن كنا قادته، حيث كنت مسؤول التنظيم بين الداخل والخارج.
… قلت إن الاعتقال حرمك من شرف المشاركة في معارك البدايات بدارفور متى خرجت والتحقت بالميدان؟

… خرجت من السجن في العام 2005م بعفو عام ارتبط باتفاقية نيفاشا وعودة الحركة الشعبية للسودان، وفي إطار الترتيب للعمل العسكري سافرت إلى إريتريا عبر اليمن لسهولة السفر إلى صنعاء.
… كيف حدث هذا وأنت ربما تكون تحت المراقبة؟

…. سافرت إلى صنعاء باعتباري معلماً، ولم أكن معلماً، لكن رحلات المعلمين إلى اليمن لم تكن تحت المراقبة كبقية الرحلات وهذه كانت الوسيلة المضمونة لخروجي بطريقة آمنة، ومنها سافرت إلى أسمرا، ثم سافرت إلى ليبيا عبر الخطوط المصرية وتم احتجازي في مطار القاهرة 13 يوما وتم التفاوض معي على العدول عن السفر إلى ليبيا والعودة إلى الخرطوم ورفضت العودة ووصلت إلى ليبيا ثم بعدها توجهت إلى انجمينا ومنها إلى أبوجا بصحبة مني أركو مناوي.
.. كنت من مؤيدي اتفاق أبوجا؟
… كنت موجوداً وعندما قرر مناوي التوقيع منفرداً على اتفاقية أبوجا عقدنا اجتماعا (شخصي ومناوي وعبدالجبار دوسة وعلي حسين دوسة) ، وتم الاتفاق على تزويدنا بالسلاح والسيارات على أن نذهب إلى منطقة (بير مزة) حيث المعسكر الكبير لقوات حركة جيش تحرير السودان، والتقيت بالأخ اركو سليمان ضحية، وكان ذلك بهدف استكمال نواقص اتفاق أبوجا حسب (إدعاءاتي) واتفقنا على ذلك.

وأصدرت بياناً في مارس 2006 بتشكيل جبهة القوى الثورية الديمقراطية بالاتفاق مع مناوي، وعدت مع عبدالعزيز سام وعلي حسين دوسة لإنجمينا ومن انجمينا إلى الطينة ومنها إلى (بير مزة) بافتراض أن يتم تسليمنا 17 عربة مدججة بالسلاح ونتحرك بها إلى منطقة الوزازين شرق دارفور، ولكن تم التحفظ علي (اعتقالي) في (بير مزة) بواسطة القائد محمد علي كو، أحد مسؤولي الأمن بالحركة، وطلب مني انتظار حضور (الرئيس) يقصد مني أركو مناوي وبقيت رهن الاحتجاز إلى أن دخلت القوات الرافضة للاتفاق بقيادة د. شريف حرير، وآدم بخيت، وعندها انسحبت القوات التابعة لمناوي بعد معركة إلى فوراوية.
.. مع أي قوة توجهت أنت؟
… أنا استأجرت عربة واصطحبت الأخ الفاضل التجاني – عمل لاحقاً مستشار سياسي لمناوي في القصر- وذهبنا إلى فوراوية، نزل بها التجاني وتوجهت أنا إلى الطينة ثم إلى (برك) وفي برك تم اعتقالي بمعلومات من حركة العدل والمساواة مكتب (برك) في تشاد ومكثت في الحجز هناك لمدة شهرين ونصف الشهر بين الاستخبارات العسكرية والأمن السياسي في تشاد إلى أن تم التعرف علي وعدت إلى برك وفتحت معسكراً للقوات التابعة لي والتي قدمت من دارفور بحثاً عن أثري.
.. علمنا أن علاقتك مع عبدالواحد لم تعد كما في السابق وحدثت خلافات بينكما لاحقاً هل هذا صحيح؟
… عبدالواحد رفض مقابلتي بعد ذهابي مع مناوي إلى أبوجا نسبة للخلافات بينهما وهو يعتقد أنني أصبحت (زول مناوي) ولكن التقينا بعدها وواجهته بالخطأ الذي ارتكبه بحقي وقلت له بالنص “مفروض لو جيتك مع صلاح قوش ما تسألني لأنك بتعرفني كويس”.
.. واصلتم العمل العسكري تحت لافتة جبهة القوى الثورية الديمقراطية؟
… نعم ومن برك ركبت على صهوة حصان ودخلت إلى ولاية غرب دارفور ووصلت جبل جوع، (قندي) مع القائد عبدالرحيم شكراب، وتحركنا سوياً من جبل جوع إلى (قوز متي) غرب جبل مرة في حصان وجمل وفي (قوز متي) وجدت (الزبيدي) الشهيد وياسين يوسف ومعهم رفاق آخرين، وكان أول معسكر داخل جبل مرة في منطقة (قوز متي) بعدها صعدنا إلى الجبل وعسكرنا في مدرسة شافوقو..
.. معسكر داخل المدرسة؟
… المنطقة أصلا كانت متأثرة بالحرب ومهجورة أي أنها منطقة خالية من السكان غرب جبل مرة.
.. وبقيتم هناك.. إلى متى؟

… لم تتوقف مسيرتنا وكنا في تواصل مع د.شريف حرير وآدم بخيت وعثمان بشرى وإسماعيل ريفا وآخرين من كل المكونات من قوات حركة تحرير السودان، في إطار توحيد الحركة، وذهبنا بالدواب إلى (بير مزة) على صهوة الخيول والجمال، وفتحنا في مسيرتنا سوق كورما والمراعي وجبل حمام ونحن بكامل عتادنا العسكري وعدنا إلى (قوز متي) ومنه تحركنا إلى تشاد.
في 2007 سعينا في هيكلة قوات موحدة تحت مسمى جبهة الخلاص ولم نوفق في مشروع جبهة الخلاص، وانتقلنا إلى أسمرا لتكوين الجبهة المتحدة للتحرير والعدالة عبر مقترح من جبهة القوى الثورية الديمقراطية، وكلل المؤتمر بتكليف كمرد خميس عبدالله أبكر (رئيس التحالف السوداني) حالياً، قائداً للجبهة التي اشتق اسمها من التنظيمات المكونة لها.
وللأسف حتى الجبهة المتحدة لم يكتب لها الاستمرار رغم المجهود الذي بذل من الأخوة في الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا.
.. مؤخراً دخلتم في وحدة اندماجية أنتم في جبهة القوى الثورية مع حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي لماذا؟
… هذا ليس أول عمل مشترك أو موحد بيننا فقد عملنا من قبل سويا في مشروع ما يسمى بـ(البداية الجديدة) لحركة تحرير السودان وكنا نهدف لدعم الأخ عبدالواحد محمد أحمد نور، وذهبنا في اتجاه البحث عن كيفية إعادة وحدة حركة تحرير السودان، وكنا نتطلع إلى أن الحركة كحركة رائدة وكان لنا الشرف في تأسيسها في العام ٢٠٠٠ و٢٠٠١م إلى خروجها للعلن وهذا ما غيبنا عنه الاعتقال، فقد عملنا سوياً أنا والرفيق الهادي إدريس، ونمر عبدالرحمن وصلاح رصاص في حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد، وذهبنا في اتجاه بداية توحيد قوى المقاومة خاصة في فصائل حركة تحرير السودان وكنا نتطلع لضم الآخرين ولكن لم نوفق لأسباب كثيرة وصرنا إلى شتات، فعدنا إلى التعامل بتنظيماتنا ونرى أن الوحدة ليست مربوطة بأشخاص وإنما بمشروع كامل له قوته، لذلك عدنا للعمل باسم جبهة القوى الثورية الديمقراطية والتي تأسست في ١٠ مارس ٢٠٠٦ في أبوجا بعد الانشطارات بحركة تحرير السودان التي كانت هناك للتفاوض مع الحكومة في منبر أبوجا بقيادة مني أركو مناوي وعبدالواحد محمد نور.
وبعد توقيع اتفاق سلام أبوجا لم يكن أمامنا خيار سوى مواصلة العملية النضالية وكان لنا رأي واضح في مشروع اتفاق أبوجا ليس لأنه كمشروع كامل أو ناقص أو يعيد الحقوق أو لا يعيدها.
.. لماذا إذن.. وكيف كان الاتفاف ناقصاً؟
… اتفاق أبوجا كان ناقصاً لأنه لم تتفق حوله الحركة كحركة موحدة ولا كقوتين منفصلتين بقيادة مناوي وعبدالواحد ذهبتا في اتجاه تحالف ولم توافق عليه حركة العدل والمساواة وإنما وقع عليه فصيل واحد بقيادة مناوي من القوى ونتائجه كانت واضحة ولم يحقق سلاماً.
نحن رأينا مواصلة المسيرة إلى أن التقينا أخيرا في منبر جوبا وتواصلت حواراتنا التي لم تنقطع طوال الفترة الماضية ونعمل سوياً كرفاق.
.. قرار الوحدة الاندماجية لماذا اتخذ في جوبا ؟
… لأننا نسير باتجاه مرحلة عمل سياسي لدينا فيه وجود مسبق فكان الأقرب أن نفكر في أن نتوحد على اعتبار أن العمل السياسي لا يحتاج لمجموعات صغيرة كحرب العصابات، فهذا صراع قوى اجتماعية ومن الطبيعي أن تتوحد القوى الاجتماعية حول المشروع الذي يخدم مصالحها وعليه كان لابد من أن نعمل سوياً وبشكل موحد وبالتالي أصبح خيار الوحدة يعبر عن الواقع والتحول الذي تقبل عليه قوى الكفاح المسلح بتوقيع اتفاق السلام في جوبا.

.. هل مازلتم تحلمون بالوحدة لكل الحركات أم أن الوحدة لم تعد مهمة بعدالسلام؟

… نحن نعتقد أن مشروع الوحدة سيمر بسلسلة من حلقات العمل الموحد لنتوصل إلى مشروع سياسي نراجع خلاله كل أوراقنا في مشروع البرنامج السياسي والنظام الأساسي ودستور الحركة ونتطلع أن نمد أيادينا للآخرين ونتوحد في كتلة سياسية وبالتالي ننتج حركة سياسية جديدة تسهم في الدفاع عن مصالح القوى الاجتماعية التي ترتبط بها.

الساقية برس

التعليقات مغلقة.