أصلي بعدك ما هويت

119

مروان إبراهيم

حسين بازرعة شاعر ذو طبيعة ميالة للوحدة والصمت.. وقلة الأصدقاء والعلاقات المغلقة.. لا يغادر منزله إلا لضرورة اسم لشاعر يكاد أن يكون كبطاقة شخصية لأي صاحب حس مرهف فهو أحد مكملات الشخصية السودانية ومثلٌ لوفاء الحبيب في أسمى معانيه روح تعترف بالهزيمة وتنبض بالشفافية اللا متناهية.

أي واحد ليه في تاريخو ماضي وليه ذكرى حب قديمة وانت عارف لما اخترتك حبيبي كان في قلبي جرح ينزف بالهزيمة

سأله عمر الجزلي من خلال برنامجه (أسماء في حياتنا) عن تلك التي أحبها وخصها بأغنياته. قائلاً له: أتذكر تلك الأيام عندما أبلغك أحدهم بنبأ رحيل التي كنت تعزها وتحبها وكتبت فيها أجمل وأرق وأصدق وأعذب الكلمات.. فسافرت من جدة إلى بورتسودان وسرت فى موكب المشيعين لها متدثرا بعمامة بيضاء ونظارة سوداء وأنت في آخر الموكب.. فضرب بازرعة المنضدة برقته فى حركة غير شعورية قائلا للجزلى كفى كفى.. ليه كدا يا عمر ثم انهار باكيا.. يبكى شجنا كما يبكي الوليد وحاول مرارا أن يحجب دموعه بكفه ولكن بلا جدوى فدمع العشق غلاب..

لا تســل عنــي ليالــي فقد بتنا حطاما كم حرقناها شعـــوراً وأماني وغراما
وســـل الشاطئ لما كنت ألقاك دواما ونذيب الليل همسا وعناقـــا ومـــلاما

جميع ما كتب من كلمات وأشعار عطرت الوجدان وسحرت البيان ما هي إلا نتاج تجربة صادقة عميقة عاشها بقوة الولهان، حيث تقدم لخطبة فتاة جميلة من الأسر المعروفة ببورتسودان.. فرفض القدر زواجه منها لتتزوج الفتاة من آخر، فيغادر بازرعة البلاد إلى المملكة السعودية وهو ابن الثانية والعشرين من عمره، فيفصل بينهما عمق وعرض وطول البحر الأحمر .. ليسقينا مرارة عشقه فى كأس من الشجن المقدس والحب اليتيم لعاشق متيم.

لي متين يلازمك في هواك مر الشجن و يطول بأيامك سهر ويطول عذاب

يا قلبي لو كانت محبته بي التمن يكفيك هدرت عمر حرقت عليه شباب
لكن هواه أكبر وما كان ليه تمن و الحسرة ما بتنفع وما بجدي العتاب
أحسن تخليه لليالي و للزمن يمكن يحس ضميره و يهديه للصواب

لكني أخشى عليه من غدر الليالي وأخشى الأماني تشيب وعشنا يبقى خالي
وهو لسه في نضارة حسنه في عمر الدوالي ما حصل فارق عيوني لحظة أو بارح خيالي

أغفر له يا حنين و جاوز لو ظلم ما أصلها الأيام مظالم والعمر غمضة ثواني و أصبر علي جرحك وإن طال الألم

التعليقات مغلقة.