حتى لا ننسى ١٧ نوفمبر.. يوم وأد حزب الأمة الديمقراطية

113

بكري الصائغ

(أ)-
اليوم الثلاثاء ١٧/ نوفمبر الحالي ٢٠٢٠ تجيء الذكرى الثانية والستين على الخيانة العظمى التي ارتكبها حزب الأمة الإقطاعي في عام ١٩٥٨، يومها قام قادة الحزب وبكل دم بارد ولا بلا إحساس بخطورة ما أقدم عليها من عملية غادرة كانوا يعرفون مسبقا بأنها خطوة تنهي الديمقراطية التي كانت سائدة في البلاد، بتسليم السلطة لجنرات الجيش الذين رفضوا في البداية جملة وتفصيلا فكرة الانقلاب على الشرعية، ولكنهم اضطروا قبول فكرة الانقلاب بعد الضغوطات التي لاحقتهم من قادة الحزب.
(ب)-
وعبر هذه الخيانة الحزبية، ولج الجيش لأول مرة ساحة السياسة التي أصلا ما دخلها من قبل ولا قربها منذ تأسيسه في عام ١٩٢٥ وكان بعيدا عنها ولا ينشغل بأمورها، دخلها بلا فهم ولا وبلا وعي سياسي، وعاثوا فيها فساد وتقتيل واغتصابات وارتكاب مئات المجازر، ولست هنا اليوم بصدد استرجاع معلومات قديمة عمرها (٦٢) عاما، ولا أن أعيد وأكرر ما سبق أن نشر عن هذا اليوم الأسود.
٢-
الغرض من هذا المقال اليوم، أن أذكر من نسي أحداث هذ اليوم المشؤوم قبل اثنين وستين عاما مضت، وأذكره أن قادة حزب الأمة القدامى والجدد يتهربون من الاعتذار للشعب على الفعلة الشنيعة التي قام عبدالرحمن المهدي والأميرلاي/ عبدالله خليل الذي شغل (وقتها) منصب سكرتيرعام حزب الأمة، وحث من خلال منصبه ضباط الجيش وبإلحاح شديد ومتواصل معهم علي استسلام السلطة بالقوة في البلاد عبر انقلاب عسكري ينهي بموجبها الديمقراطية وحكم الشعب نفسه بنفسه!!
٣-
الغرض من هذا المقال اليوم، أن اسأل قادة الحزب الإقطاعي المملوك لآل المهدي منذ عام ١٩٤٥، ما الذي يمنعهم من الاعتذار علانية للشعب الذي اكتوى بهذا الانقلاب، وما بعدها من انقلابات وجدت التأييد من حزب الامة؟!! ما الذين يمنع قادة الامة من الاعتذار عبر الصحف المحلية والمحطة الفضائية الرسمية، وهي وسائل اتصال أفسحت على مدى سنوات طويلة مساحات لتصريحات وخطب الصادق المهدي، ومريم وعبدالرحمن؟!
٤-
اسأل أيضا، هل يحتفل حزب الأمة في يوم الثلاثاء ١٧/ نوفمبر الجاري بالذكرى الثانية والستين على دخول الجيش لأول مرة الساحة السياسية عام ١٩٨٥، ويقدم التهانئ الورود للجناح العسكري في المجلس السيادي؟! أم يستيقظ ضميره ويتذكر فعلته الشنعاء ويبادر بالاعتذار، مثلما اعتذر من قبل عبدالرحمن الصادق للشعب على مشاركته في نظام الانقاذ؟! أم أن الكورونا منعتهم من الاعتذار؟!
٥-
(أ)-
لماذا لم يعتذر الصادق المهدي عن تصرف جده عبدالرحمن المهدي، الذي أرسل برقية تهنئة للفريق/ إبراهيم عبود يهنئه فيها بالانقلاب!!
(ب)-
المصدر- “شبكة الجزيرة الإعلامية” -الاثنين ١٧/ديسمبر ٢٠١٨:- كان زعيما الطائفتين الدينيتين اللتين تمارسان السياسة السودانية في ذلك الوقت وهما: عبد الرحمن المهدي (زعيم المهدية) وعلي الميرغني (زعيم الختمية) قد رأيا أن يوافقا على خطوة الانقلاب العسكري لما كانا يريانه من قدرة الفريق إبراهيم عبود وشخصيته وامتلاكه لناصية مؤسسة قادرة على الحسم وضبط الأمور.
٦-
الغريب في أمر الصادق المهدي والملقب شعبيآ بـ ”أبوالكلام”، انه ومنذ دخل عالم السياسة عام ١٩٦٦ وحتى اليوم، لم يتطرق ولا مرة واحدة خلال ال(٥٤) عام الماضية في الكلام عن انقلاب ١٧ نوفمبر، ورغم أنه (الصادق) ما ترك موضوع في أي علم من العلوم إلا وكان له فيه تصريح أو خطاب!!
٧-
(أ)-
وجود الصادق المهدي في دولة الإمارات العربية منذ أكثر من (١٣) يوما مضت بحجة العلاج من مرض فايروس “كورونا”، تذكرني بقصة خروج الصادق المهدي سرا من السودان عام ١٩٩٦ إلى إرتريا وجنيف تحت اسم (تهتدون) ، التي عاد منها للبلاد في يوم ٢٣/ نوفمبر عام ٢٠٠٠ بعد أن نجح في تفتيت “التجمع” الوطني المعارض، وعقد صفقة مريبة مع المشير النميري من وراء ظهر من كانوا معه من المعارضين!!
(ب)-
أثناء وجود الصادق في الإمارات، هل يعيد نفس خيانة جده الإمام/ عبدالرحمن، ويقوم باتصالات سرية مع قيادات في القوات المسلحة، أو القيام باتصالات مع الفريق أول/ “حميدتي” للقيام بانقلاب أشبه بانقلاب عبود عام ١٩٨٥؟!
(ج)-
هل يعود الصادق من الإمارات وفي جعبته مخطط تفتيت قوى “التغيير والحرية” مثلما فتت “التجمع ” الوطني من قبل؟! وإجهاض الحكومة الانتقالية؟!
(د)-
هل التقى الصادق المهدي في الإمارات مع الفلسطيني محمد دحلان الخبير في شؤون وأد النظم الديمقراطية في البلاد العربية؟!
(هـ)-
هل حقا أصيب الصادق المهدي بفايروس “كورونا” وسافر بطائرة خاصة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتلقي العلاج هناك؟! أم هي (تهتدون) جديدة موديل ٢٠٢٠؟!

التعليقات مغلقة.