الشريف حسين الهندي: وأناس ﻻ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗهم ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺍﺗهم
رﺳﺎﻟﺔ المناضل الراحل ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ
فيها كثير من النبوءة ووجه الشبه بأحداث اليوم:
ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺑﺈﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ﺑﺬﻛﺮﻯ اﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻙ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ… ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻫﺎ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻬﺎ… ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ.. ﻓﻼ ﺃﻧﺖ ﻭﻻ ﺫﻛﺮﺍﻙ ﺗﻔﺎﺭﻗﻨﺎ ﺃﻭ ﻧﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺎﻳﺸﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ.. ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻭﺳﺎﻋﺘﻨﺎ ﻭﺷﻬﺮﻧﺎ ﻭﻋﺎﻣﻨﺎ ﻭﻋﻤﺮﻧﺎ… ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭاﺳﺘﻄﺎﻝ، ﻓﻼ ﻳﻜﻤﻦ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ.. ﻳﻮﻡ ﺃﻥ ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ.. ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻚ ﻭﺻﻮﺗﻚ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺷيء ﻣﻦ ﺍلاﻧﻔﻌﺎﻝ.. ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻴﻪ ” ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ – ﻭﻻ ﺃﻇﻨﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً – ﺳﺄﺳﻘﻂ ﺑﻴﻨﻜﻢ.. ﻓﻴﺎﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﺳﻴﻜﺮﻣﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﻤﻊ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻋﻨﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ؟ ” ﻭﺃﺭﺩﻑ : ” ﻳﺎ ﻋﺴﻰ ﻭﻟﻌﻞ..”!
ﻭﻣﻊ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺼﺮﻧﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﺟﻢ ﻻ ﺃﺭﺩ.. ﻻﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﺒﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ – ﻭﻟﻢ ﺃﺳﺒﺮ ﻏﻮﺭﻫﺎ – ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ.
ﻟﻮ ﺣﻘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﻨﻴﺘﻚ ﺃﺑﻲ ( ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺒﻌﻴﺪ ) ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺜﺎﻗﺐ ﺑﺼﺮﺍً ﻭﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﻲ ﺳﺮﻳﺮﺓ..
ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺃﺭﺿﺎً ﻏﻴﺮ ﺃﺭﺿﻚ،
ﻭﻗﻮﻣﺎً ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻗﻮﻣﻚ،
ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻬﺮﺗﻪ… ﻭﻗﺪ ﺃﺿﺤﻰ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺍً،
ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﺭﺗﻪ.. ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺴﺘﻌﺒﺪﺍً،
ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺌﺖ ﺑﻬﺎ.. ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺩُﻣﻴﺔ ﻭﻣﺴﺨﺎً..
ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺃﻃﻼﻻً ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ، ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ..
ﻻ ﺧﺒﺰ ﻭﻻ ﻣﺎﺀ..
ﻭﺃﻃﻔﺎﻻً ﺑﻼ ﺗﻌﻠﻴﻢ..
ﻭﻣﺮﺿﻰ ﺑﻼ ﻋﻼﺝ..
ﻭﺟﻬﻠﺔ ﺑﻼ ﻋﻠﻢ..
ﻭﺃﺭﺿﺎً ﺑﻼ ﺯﺭﻉ..
ﻭﺃﻧﻌﺎﻣﺎً ﺑﻼ ﺿﺮﻉ..
ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺃﺭﺿﻚ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻳﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺪﻣﻊ.. ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻄﻮﻯ.. ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻴﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻤﺬﻟﺔ..
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻬﺎﻭﺕ ﻭﺇﻧﺤﺪﺭﺕ ﻭﺗﺪﻧﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﻴﺾ ﺍﻟﺤﻀﻴﺾ.. ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺘﺘﺮ ﻭﺃﺳﺮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺪﺭﻣﺔ ﻭﻣﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ.. ﻭﻗﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﻌﺴﺲ..
ﻭﻟﺮﺃﻳﺖ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ﺗﺴﺘﺠﺪﻱ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺟﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺫﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ..
ﻭﻟﺮﺃﻳﺖ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺗﻌﻄﺮﻫﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ..
ﻟﺮﺃﻳﺖ ﺷﻌﺒﻚ ﺍﻷﺑﻲ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ – ﺣﻴﺚ ﻻ ﺣﻜﻮﻣﺔ – ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺃﻣﻨﻪ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺇﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﺡ.. ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ.. ﻭﻳﺪﺍﻭﻱ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ، ﻭﻳﺠﻮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﺑﻪ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﺮﻣﻖ، ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺳﻤﺎﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﺨﺎﺳﺔ ﻭﻣﺼﺎﺻﻲ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ…
ﻭﻟﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻋﻰ ﻭﺍﻟﻤﺮﺿﻰ، ﺗﻈﻠﻠﻬﻢ ﺳﺤﺎﺋﺐ ﺍﻟﻐُﻠﺐ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻹﺫﻻﻝ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ.. ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ.. ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺃﺓ ﺭﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﻄﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ..! , ﺍﻣﺘﻄﻮﺍ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺑﺎﻃﺮﺓ.. ﻭﺃﻧﺸﺄﻭﺍ ﻣﺰﺍﺭﻉ ﺍﻷﻛﺎﺳﺮﺓ.. ﻭﻟﺒﺴﻮﺍ ﻟﺒﻮﺱ ﺍﻟﻘﻴﺎﺻﺮﺓ.. ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻥ.. ﻳﺮﻓﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺣﻜﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻨﺤﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺸﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﻴﻦ.. ﺗﺤﺮﺳﻬﻢ ﻛﺮﺍﺩﻳﺲ ﺟﻴﺸﻨﺎ ” ﺍﻟﺒﺎﺳﻞ ” ﻭﺳﺮﺍﻳﺎ ﺳﻠﻄﺘﻨﺎ ” ﺍﻟﺴﺎﻫﺮﺓ ” ﻭﻃﻮﺍﺑﻴﺮ ﺃﻣﻨﻨﺎ ” ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ” ﻭﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﻀﺎﺗﻨﺎ ” ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ” ﻳﺤﺮﺳﻮﻥ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﻭﻳﺒﺎﺭﻛﻮﻥ ﻧﻬﺒﻬﻢ.. ﻭﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻧﻬﻢ ﺭﺟﺴﻬﻢ ﻭﻓﺴﻮﻗﻬﻢ ﻭﻓﺠﻮﺭﻫﻢ.. ﻭﻳﺸﻬﺮﻭﻥ ﺳﻼﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ.. ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺑﺎﻃﻠﻬﻢ ﻭﺳﺮﻗﺘﻬﻢ ﻟﻘﻮﺕ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ.. ﻭﻋﺮﺽ ﻧﺴﺎﺋﻨﺎ.. ﻭﺭﺟﻮﻟﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ.. ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺕ ﺑﻼﺩﻧﺎ.. ﻭﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﺟﻴﺎﻟﻨﺎ.. ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﻭﺣﺎﺿﺮﻩ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺑﻼﺩﻧﺎ – ﺃﺑﻲ ﻭﻫﻲ افريقية
و ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ، ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ، ﻭﺳﺘﺮﺍﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻨﻊ ” ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺩﺍﻭﻭﺩ !!” ﻭﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻭﺃﺳﻴﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﻴﻦ..
ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻹﺷﻌﺎﻉ ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ.. ﻳﻬﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻜﺮﻭﻣﺎ ﻭﻳﻘﺼﺪﻫﺎ ﻛﺎﻭﻧﺪﺍ.. ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ.. ﻣﻔﺘﺮﺷﺔ ﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﺍﻹﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﻋﻤﻼﺋﻬﺎ..
ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺗﻄﺮﺩﻫﺎ.. , ﺍﻧﺖ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻨﻦ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﺑﺮﻳﺔ ﻭﺟﻮﻳﺔ ﻭﺻﺎﺭﻭﺧﻴﺔ ﻭﺇﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ..
ﻭﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻷﺏ – ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺭﻣﺰﺍً ﻟﻌﺰﺗﻬﺎ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺷﻌﺒﻬﺎ.. ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ.. ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﺣﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ، ﺃﻧﻚ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻻ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ.. ﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﺮﺽ ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻭﻻ ﻟﺸﻌﺒﻚ ﻭﻻ ﻟﻮﻃﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻮﺏ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ، ﺗﺴﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺎﺕ ﻭﺗﻄﺎﺭﺩ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ.. ﻭﺗﻤﺪ ﻳﺪﻙ ﻭﻳﺪ ﺷﻌﺒﻚ ﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻟﺒﻼﺩﻙ.. ﻭﺍﻧﺖ ﺗﺮﻯ ﺍﻵﻥ ” ﺭﺋﻴﺲ ” ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ! ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻟﻪ ﺣﺎﻝ ﻭﻻ ﻳﺤﻂ ﺑﻪ ﺭﺣﺎﻝ… ﺣﺎﻣﻼً ﻗﺒﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ – ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻪ ﻛﺮﺍﻣﺔ – ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ.. ﻳﻠﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﻻ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ.. ﻳﺠﺜﻮ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺣﺎﻛﻢ ﻭﻳﻘﻌﻲ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ ﺃﻱ ﺃﻣﻴﺮ.. ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﻔﺘﺎﺕ ﻭﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻭﻳﺪﺑﺞ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﻳﻨﺸﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻭﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ ﻭﻣﺤﻞ ﺗﻨﺪﺭ ﺍﻟﺪﻫﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﻮﻏﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻗﻄﺮ !! , ﺍﺻﺒﺢ ﺇﺳﻢ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎً ” ﺑﺸﺤﺎﺫﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ” ﻭﺗﺴﺆﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺗﺮﺩﺩﻩ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ، ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻂ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﻗﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ.. ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ !!
ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻫﻲ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻳﺴﺮ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ.. ﺗﻨﺒﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻨﺒﻠﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺣﺒﺔ، ﻳﻔﻴﺾ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻬﺎ.. ﻭﺗﻄﻌﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭﻗﺎﺭﺗﻬﺎ.. ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺟﺎﺋﻌﺔ !! ﺗﺄﻛﻞ ﺛﺪﻳﻬﺎ.. ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ﻭﻫﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻉ.. ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺳﺮﺍﺑﺎًﺑﻘﻴﻌﺔ ﻭﻗﺎﻋﺎً ﺳﺒﺴﺒﺎً ﻭﺧﺮﺍﺑﺎً ﻳﺒﺎﺑﺎً.. , ﺃﺻﺒﺢ ﺛﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﻃﺐ ﺯﻗﻮﻣﺎً ﻭﻏﺴﻠﻴﻨﺎً.. ﻭﺍﺿﺤﻰ ﻧﻴﻠﻬﺎ – ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ – ﻭﻗﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ.. ﻭﺿﺎﻕ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﺠﺮﻭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﻼﻳﻴﻦ.. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ” ﺃﻏﺘﺮﺏ ﺳﻌﺪ.. ﺃﻫﺮﺏ ﺳﻌﻴﺪ ” ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﺮﺍﻕ ﻭﻗﻴﻞ ﻣﻦ ﺭﺍﻕ.. ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ ﻣﻤﻴﺰﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺗﻔﻜﻜﺖ ﺇﺭﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.. ﻭﺃﻧﺤﻠﺖ ﺃﻭﺍﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.. ﻭﺃﻧﺤﻄﺖ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ.. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﻮﺍﻣﻴﻦ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ! ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﺔ ﻣﻨﻘﺮﺿﺔ ﻭﻧﺎﺩﺭﺓ ! ﻭﻃﺤﻨﻬﻢ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺗﻤﻠﻜﻬﻢ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ.. ﻭﻗﺘﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻐﺰﺓ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ ﻭﺃﺷﺎﻉ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﻭﺿﺤﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ، ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺭﻛﺎﻣﺎً ﺳُﺨﺎﻣﺎً ﻭﻣﺴﺨﺎً ﻟُﻤﺎﻣﺎً.. ﻭﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻫﻢ ﻭﺁﺩﺍﺋﻬﻢ.. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼُﻠﺢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺳﺮﻳﺮﺗﻬﻢ ﻭﺃﺧﻼﻗﻬﻢ؟..
ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﺭﺋﻴﺴﻲ – ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﻤﺴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮﺩﻳﻦ، ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻴﻨﺎ – ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ – ﻧﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﻭﺣﺰﺑﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺋﻚ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺟﺬ، ﻭﻧﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮﻫﺎ ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻗﺘﻨﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﺎﻙ ﺃﻭ ﻧﻠﺤﻖ ﺑﻚ.. ﻻ ﻳﻐﺮﻳﻨﺎ ﻭﻋﺪ.. ﻭﻻ ﻳﺮﻫﺒﻨﺎ ﻭﻋﻴﺪ.. ﻭﻻ ﻳﺨﻴﻔﻨﺎ ﺭﻋﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﺻﻨﺪﻳﺪ.. ﻭﻛﻢ ﻗﺎﺑﻠﻨﺎ – ﺃﺑﻲ – ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﻣﻜﺮ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻭﺗﻨﻜﺮ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ.. ﻭﺗﻜﺴﺮﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﻝ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺼﺎﻝ.. ﻭﺗﻔﺘﺤﺖ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ.. ﻭﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻣﻼﺀ.. ﻗﺒﻞ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻷﻟﺪﺍﺀ..
ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻨﺎ :
” ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﻓﺄﺧﺸﻮﻫﻢ ”
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺣﻮﻟﻜﻢ ﻗﺪ ﺩﻭﺕ ﺻﻴﺤﺎﺗﻬﻢ.. ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺩﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺇﺻﺮﺍﺭﺍً ﻭﺇﺳﺘﻜﺒﺎﺭﺍ.. ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﻭﺍﻷﻋﺪﺍﺀ.. ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮﻧﺎﻫﻢ ﻟﻠﻨﻀﺎﻝ ﻗﺎﻟﻮ :
” ﻫﺬﻩ ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﻆ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﻨﺎﻫﻢ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﻫﺬﻩ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ !”
ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺘﺤﺎﻳﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻜﻮﺹ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﺑﺮﻣﻴﻨﺎ ﺑﺄﺑﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺟﻴﻒ ﺍﻟﺮﺟﻢ.. ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺎﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻬﻢ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﻏﻼﺓ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﻴﻦ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪﻧﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻬﻢ ﺳﺪﻧﺔ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﺇﺗﺠﻬﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ..
” ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻟﻴﺒﻴﻴﻦ ﻭﺑﻌﺜﻴﻴﻦ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﺟﻨﺎ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻬﻢ ﺭﺟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ”
ﻭﺇﺫﺍ ﺇﺗﺠﻬﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻼﻫﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﺇﺗﺠﻬﻨﺎ ﻟﻺﻋﻼﻡ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺭﻗﻴﻖ ﺍﻟﻤﺎﻝ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ – ﻧﺠﺎﺓ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻨﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻨﺎ – ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺇﺳﺘﻨﺎﻣﻮﺍ ﻟﻠﻔﻨﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ !”
ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺑﻘﺎﺀﻧﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﻏﺎﻝ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ.. ﻭﺇﺫﺍ ﻃﺎﺭﺕ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﺇﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺑﺄﺣﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺭﺿﺨﻮﺍ ﻭﺇﺳﺘﻜﺎﻧﻮﺍ ﻭﺻﺎﻟﺤﻮﺍ ﻭﺗﺮﻫﻠﻮﺍ.. ﻭﺿﺎﻗﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺁﺛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ !!”
ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻬﻢ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺰﻭﺩﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﺃﺷﺎﻋﻮﺍ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﺳﺪﻧﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﻭﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ.. ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻷﻓﻴﻮﻥ !!”
ﻭﺇﺫﺍ ﺇﺷﺘﺮﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﺯﻣﻼﺀ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﺇﻧﺸﻐﻠﻨﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ !!”
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺑﻠﻨﺎ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ – ﻃﻠﺒﺔ ﻭﻋﻤﺎﻻً ﻭﻛﺎﺩﺣﻴﻦ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﻗﺪ ﺇﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﺼﻐﺎﺭ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ – ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪ ﻟﻴﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺑﻌﺪﻧﺎ – ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﺮ – ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ.. ﻭﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﺿﻴﻮﻑ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻭﻗﻔﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ ﻭﺷﺎﺭﻛﻨﺎﻫﻢ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺃﻭﺟﺎﻋﻬﺎ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺬﺭﻭﻥ ”
ﻭﺇﺫﺍ ﺇﻧﺸﻐﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻨﺎ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ – ﺃﻧﻨﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﺬ ﺇﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ.. ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﻓﻮﻥ ﺍﻟﺠﻔﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺬﻟﻮﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ.. ﺍﻟﻤﺘﻐﻄﺮﺳﻮﻥ !”
ﻭﺇﻥ ﺣﺎﻓﻈﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ – ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺨﻼﺹ – ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩﻭﻥ ﻭﺍﻹﻧﻔﺮﺍﺩﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﻮﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﻮﻥ !”
ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻤﻠﻨﺎ – ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ – ﻗﺎﻟﻮﺍ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﺇﺣﺘﻜﺮﻧﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ !”
ﻛﺄﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺸﺠﻊ ﻭﻻ ﻧﺪﻋﻢ ﻭﻻ ﻧﺘﺤﻤﺲ ﻷﻱ ﻣﺒﺎﺩﺭ ﻣﺒﺎﺭﺯ.. ﻭﻛﺄﻥ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﻴﻖ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻷﻱ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﻣﺘﺠﺮﺩ.. ﻭﺇﺫﺍ ﺿﺎﻗﺖ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻨﺎ – ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﺗﻀﻴﻖ – ﻭﻗﺼﺮﻧﺎ.. ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺢ.. ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺼﺮﻑ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭﻣﺘﻜﺮﺭ ﺍﻹﺩﺭﺍﺭ.. ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ !!.. ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺟﻮﻋﺎً.. ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻭﺍﻟﺸﺒﻊ.. ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻭﺍﻷﻃﺎﻳﺐ.. ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺗﺸﺎﺑﻜﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﻭﺇﺗﺼﻠﺖ ﺍﻷﺳﻼﻙ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻷﻧﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻓﻮﺻﻞ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻋﺒﺮ ﺃﻧﺎﺱ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻣﻮﻧﻲ ﺍﻟﻮﺷﺎﻳﺔ.. ﻭﺇﺫﺍ ﺻﻤﺘﻨﺎ ﻗﺎﻟﻮ :
” ﺇﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﺂﻣﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﻮﻥ !”
ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﺸﻜﻮ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ.! ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﺸﻜﻮ.. ﻭﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﺤﺘﻜﻢ ﻭﺃﻧﺖ…. ﺑﻴﻨﻨﺎ ؟ ﻭﺟﻬﺎﺯﻧﺎ ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﺈﻛﺘﻤﺎﻝ ﺧﻼﺹ ﺑﻼﺩﻧﺎ… ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻨﺎ..
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻨﺎ ﺟﻴﻼً ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ – ﻣﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ !
ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻟﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ.. ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﺩﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ.. ﺑﻜﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻭﺣﺴﺎﺳﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﻜﺘﻼﺗﻬﺎ..
ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻻﻳﺮﺿﻴﻪ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ.. ﻭﻣﻦ ﻻ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ.. ﻭﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﻤﻞ – ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻌﻞ – ﻭﻧﺴﻠﻤﻚ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ.. ﻭﺑﻜﻞ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﺻﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﻃﺎﻟﺤﻬﺎ – ﻟﻴﺘﻚ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻚ – ﺇﺫﺍ ﺇﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺪﻋﺎﺋﻚ.. ﻟﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ.. ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ! ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻧﺎ ﻭﺍﺛﻖ.. ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗُﻠﻘﻲ ﺑﺎﻻً ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ.. ﺑﻞ ﺳﺘﺮﻯ : ﺇﻥ ﺣﺰﺑﻚ – ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ – ﻗﺪ ﺗﺨﻄﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.. ﻭﻭﺻﻞ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺬﺭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.. ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.. ﻭﺇﻗﺘﺤﻢ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺑﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.. ﺇﻧﻪ ﻳﺨﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﻭﺟﺴﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ.. ﺗﺤﺖ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺣﺰﺑﻚ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ، ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻄﺎﻣﺎً.. ﻭﻫﻮ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺘﻪ.. ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻣﻊ ﺣﺰﺑﻚ.. ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻪ.. ﺇﻥ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ.. ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻝ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻘﻂ ﻫﻴﺒﺘﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻨﻬﺎﺭ.. ﻭﺗﻔﺴﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺆﺯﺭ.
ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ.. ( ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺋﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ) ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻬﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻬﺮﻓﻮﻥ ﻭﻧﺤﻦ ﻗﺎﺩﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ.. ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺆﻫﻠﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ.. ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺃﺛﺮ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻟﻪ.. ﻭﻟﻦ ﻳﺆﺧﺮ ﻟﻨﺎ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍً ﻭﻻ ﻧﺘﻴﺠﺔ.. ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ.. ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.. ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺸﻚ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻟﻔﻨﺎ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﻭﺃﺳﺎﺳﻲ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻣﻌﻨﺎ ﻗﻮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ.. ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﺤﻦ ﻧﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺳﻨﺠﻬﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ.. ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﻧﺘﻨﺴﻤﻪ ، ﻭﻧﺤﻦ ﻭﺍﺻﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻭ ﻗﺼﺮ، ﻭﻧﺮﺍﻩ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻭﻗﺼﻴﺮﺍً..
ﺇﻥ ﺣﻠﻔﺎﺀﻧﺎ – ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻋﺎﻣﺔ – ﺿﺪﻩ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﺪﺍﻓﻨﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ.. ﻧﺤﻦ ﻣﻨﺴﻘﻮﻥ ﻭﻣﺘﺠﺎﻧﺴﻮﻥ ﻭﻣﺘﻔﻘﻮﻥ.. ﺇﻥ ﺗﺤﺎﻟﻔﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ.. ﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ “.. ﻭﻛﺒﺮﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ !” ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.. ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺘﺄﺛﺮ ﺑﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
التعليقات مغلقة.