“تدوير الكذب” لا ينتهي على المنصات الاجتماعية عربيا
انتشر مقطع فيديو بعنوان “الرئيس الأميركي جو بايدن يحرج رئيس فرنسا أمام الجميع، ويدافع عن الرسول والإسلام” على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في البلدان العربية.
ويدعي ناشرو الفيديو أن الرئيس الأميركي المنتخب #جو بايدن طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتذار للمسلمين بعد مواقفه من التطرّف الإسلامي والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد. وحظي مقطع الفيديو بعشرات الآلاف من المشاركات والملايين من المشاهدات.
ولدى مشاهدة الفيديو، لا يُرى بايدن وهو يتكلم، بل يُسمع صوت المعلّق العربي الذي يروي أن بايدن هاجم ماكرون، وأنه قال في تصريح بأن على الرئيس الفرنسي أن يعتذر من المسلمين.
ويأتي انتشار هذه الصورة فيما يتعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات كبيرة على مواقع التواصل باللغة العربية، بسبب مواقفه من التطرّف الإسلامي ومن نشر الرسوم الكاريكاتوريّة المسيئة للنبيّ.
لكن تبين أن بايدن لم يقل شيئا من هذا القبيل. فالخبر المتداول يعد المستخدم بأن “يُشاهد بالفيديو” إحراج بايدن لماكرون. وهذا ما لا يُعثر عليه في الفيديو، بل لا يُسمع سوى صوت المعلّق باللغة العربية.
من جهة أخرى، يدّعي المنشور أن بايدن وبّخ ماكرون “في تصريح”، ويعني ذلك أن كلام بايدن ينبغي أن يكون قيل علنا كي يصحّ أن يُقال فيه إنه “تصريح” و”إحراج أمام الآخرين”.
وكان بايدن أجرى اتصالا بماكرون في العاشر من الشهر الجاري تركّز على التهنئة بنتيجة الانتخابات الأميركية. لكن الحديث بينهما لم يتطرّق إلى أي شيء مما ذكر في المنشور، بحسب ما جاء في البيان الصحافي الصادر عن فريق بايدن.
وبحسب البيان، شكر بايدن ماكرون على تهنئته بفوزه. وأعرب عن رغبته بتعزيز العلاقات على ضفّتي الأطلسي. وتحدّثا عن سبل احتواء وباء كوفيد – 19، وأثارا شؤونا تتعلّق بالمناخ وحقوق الإنسان حول العالم والبرنامج النووي الإيراني ومسائل أخرى.
ولم يتطرّق الاتصال -بحسب البيان- إلى أي شيء مما ذكر في المنشورات المضلّلة.
ورغم ذلك تواصل نشر الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع. واستغلته حسابات محسوبة على الإخوان للترويج لنفسها سياسيا. وأصبح التفاعل حول هذا النوع من مقاطع الفيديو كبيرا جدا بوجود الكثير من المستخدمين الذين ينتمون إلى التيار السياسي والديني نفسه.
ورغم تأكيد كثيرين أن الاداعاءات الواردة في مقطع الفيديو كاذبة فإن الحسابات أغفلتها وواصلت نشر مقطع الفيديو على نطاق واسع.
وكان بايدن استشهد، في حملته الانتخابية، بحديث نبوي يتعلق بإزالة المنكر، وهو الحديث الذي طالما استشهد به متشددون وحركات إسلاموية متطرفة. وقال بايدن “إن ترامب عبارة عن منكر تجب إزالته عن طريق عدم التصويت له”.
واعتبر معلقون حينها أن “بايدن يستخف بعقول المسلمين عبر دغدغة مشاعرهم الدينية لهدف سياسي”.
وسبق أن تداول مستخدمو مواقع التواصل خبرا مفاده أن “الإخوان المسلمين أصدروا بيانا من تركيا قالوا فيه إن فوز بايدن بالانتخابات الأميركية يعني لنا عودة الشرعيّة في بلدان كثيرة وبالأكثر مصر، وسنبايعه على العهد والسمع والطاعة ليكون لنا ظهيرا سياسيا”.
وذُيّل البيان باسم إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
تبين أن عبارة “المبايعة على السمع والطاعة” لم ترد في البيان. وأصدرت الجماعة بيانا، الأسبوع الماضي، هنأت فيه بايدن، متمنية له وللشعب الأميركي الاستمرار في العيش بكرامة.
ورصدت المراكز البحثية الأميركية محاولات قيادات الجماعة التودد لحملة الرئيس الأميركي المنتخب.
ولفت معهد “جتيستون” البحثي الأميركي إلى وجود حالة من البهجة لدى قيادات الإخوان بفوز بايدن. ونقل معهد “جتيستون” عن المحللة السياسية والكاتبة المصرية إسراء أحمد فؤاد، في ردها على البيان أن التنظيم يسعى بشتى الطرق لاستغلال أي ظرف دولي من أجل إعادة تدوير نفسه.
وقال الإعلامي المصري محمد عبدالرحمن
وسخر مغرد من الخطاب الإعلامي الذي تبثه منصات محسوبة على التنظيم:
المرشح الديمقراطي جو بايدن “أنا صهيوني.. وليس بالضرورة أن أكون يهوديا لكي أكون صهيونيا” * صادق ليس بالضرورة الصهيوني يهوديا.
قناة الجزيرة: -بايدن يعد بتعيين مسلمين في إدارته.
-بايدن يستشهد بأحاديث الرسول.
يخفون الحقيقة لمصالحهم ويمتطون عقول أتباعهم مرة باسم الدين ومرة باسم الحرية.
وسخر مغرد:
wYYjU4tBtWLLHZq@
#الإخوان: يحسسك الإخوان أن بايدن من تلاميذ حسن البنا…
وكتب معلق:
ولطالما استُخدم الإخوان الدين كخطاب سياسي.
وتقول الأستاذة في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن دينا مطر “لا يجب أن نفسرّ ذلك على أنه لغة استثنائية في الشرق الأوسط”، لافتة إلى أنّ هذه السرديات في المنطقة وأماكن أخرى هي “من عوارض ممارسات تذرّعت عمدا بالدين لإضفاء شرعية على ممارسات سياسية”.
العرب
التعليقات مغلقة.