تصريحات الفاشلة (هِبة)!!

عثمان شبونة
* كم تمنينا عقب الثورة؛ أن تختفي ألفاظنا ذات الخشونة؛ التي كنا نستخدمها في فضح من يستحقون؛ وأعني (عراة) النظام الإسلاموي البائد.. فإذا بنا نخرج من أولئك لندخل عهد حمدوك والوزراء الذين يشبهونه في (خشونة الإحساس)! فما بالك بوزيرة المالية المكلفة هبة محمد علي؛ الجالسة بمنتهى التبلُّد لتكون مهمتها تصريحات لا تغني؛ لا تسمن.. تصريحات لا تبعث على الضجر فحسب؛ لكنها تدلل على أن الثورة السودانية (فوق سرقتها) بواسطة العسكر وأذنابهم المدنيين ابتلاها الله بهذه العينة العاطلة عن التفكير والفلاح.
* بعد تصريحها في أكتوبر الماضي عن عدم وجود نقد أجنبي لتوفير حاجات البلاد المختلفة وصعوبة التحويلات الخارجية؛ عاد الدولار لجنونه وارتفع ليقارب الـ(260) جنيهاً وقتذاك؛ وزادت أسعار العملات الأخرى على إثر التصريح.
* ولأنها وزيرة (محشورة) ضمن الطاقم الفاشل والمتراخي؛ ما كان لها أن تشغل البال بعمل خلاف (الشكوى) كأنها مجلوبة لهذا الدور (التسكُّعي).. وأمس عادت معبِّرة بأكثر من زاوية عن القول الشعبي (لا قرشاً يخلِّص ولا حديثاً يملِّس)! فقد أعادت النغمة بحروف أخرى: (قالت وزيرة المالية المكلفة هبة محمد علي بأن البلاد تعاني من شح في الموارد الاقتصادية؛ وأن الموارد الموجودة في السودان غير كافية لسد احتياجات البلاد).
* نكتفي بهذا؛ مع التساؤل: ما الذي لم يمنحه الله لبلادنا من مقومات الغِنى والاكتفاء؟ باستدراك أنه وهبنا أنهار أكثر من أنهار الجنة المعلومة لدينا..! إذن على الوزيرة أن (تعمل) وتجتهد بدلاً عن هذا (الشح في التفكير) فالحكومات هي التي تقود المجتمعات وترتفع بها؛ وهي قدوة الشعب في العمل والإنتاج وابتكار (مصادر ــ موارد) وتفعيل الموجود منها بإخلاص وضمير (وطني).. فليس من المقبول أن تأتي تصريحات (مسؤول) بعد الثورة وبعد كل دروس الماضي بهذا النمط المُمعِن في العجز والفشل..!
* صحيح أننا ورثنا وطناً مُحطماً من قِبل الفاسدين الفاشلين السابقين؛ وليس لدينا (حَيل) لنحتمل فساداً وفشلاً جديداً ووزراء من نوع (هبة)! ولأن البناء والإنتاج ممكن (حتى من الصفر) لابد أن نرقى بطموحنا إلى وزراء (ثوريين؛ أذكياء؛ شجعان) وليس فشلة ينشرون اللا أمل بدلاً من أن يكونوا قدوة للعباد..!
* أين الذهب؟ ناهيكم عن: أين أرضنا الخصيبة وغاباتنا وثمارنا وثرواتنا الحيوانية؟! علماً بأن السودان (في عهد الحرامية) منذ أربعة أعوام؛ أعلن أنه يحتل المركز الثاني إفريقياً لإنتاج وتصدير الذهب ووصل لـ(93) طناً في 2016م.. أين هذه الثروة التي بإمكانها أن تلجم وزراء اليوم من كثير شكوى؟!
* إننا بحاجة إلى حكومة مدنية حقيقية.. وبحاجة إلى وزير مالية ــ امرأة أو رجل ــ يستطيع أن يكون وليَّاً (صالحاً ــ أميناً) في شأن إدارة المال؛ الموارد؛ وليس (تُمامَة عدد)..!
أعوذ بالله
ــــــ
المواكب ــ الخميس
التعليقات مغلقة.