علي الكوباني يكتب عن الراحل الصادق المهدي
كانت يا أحباب آخر كلمات خطها الأمام الراحل المقيم السيد الصادق المهدي رحمه الله هي عندما كتب:
[صحيح (بعضنا) أحسّ نحوِي في المرض بالشماتة..ولكن والله ما غمرني من محبة لا تجارى وقديما قيل: ألسنة الخلق أقلام الحق..]
وكان ذلك الدرس الأخير لنا ولسوانا في الترفع عن الصغائر والبعد عن الضغائن والسمو وحفظ الود عند الاختلاف وعدم خلط المواعين..
نعم يا أحباب.. بالله لاحظوا الإمام وصف الذين شمتوا بمرضه وقال عليهم (بعضنا).. أي أنهم منه وفيه..ولم يقل أو يوصفهم (بشذاذ الآفاق) أو صغّر من شأنهم ولا قال عنهم إنهم غرباء أو خارجين عن الملة السودانية الأصيلة.. بل قال إنهم (بعضنا) واكتفى..يا للسمو ويا للترفع ويا لعظمة التخلق بالأخلاق الحميدة..
نعلم جميعنا كما علم الإمام نفسه الذي قضى أكثر من 8 أعوام من عمره في معتقلات الأنظمة القمعية.. علم أن الاختلاف السياسي أمر حتمي.. وقد يحتدم الصراع بشدة ويتم تبادل الاتهامات بالتخوين والتكفير وغيره من السباب.. ولكن لا يحق لنا ولا لغيرنا الشماتة عند إصابة أحد الأطراف بالمرض والابتلاء أو حتى إن أتاه اليقين ومات.. بل ندعوا صادقين بالشفاء عند المرض وبالرحمة عند الموت.. ويموت الاختلاف مع الميت وقد يظل مع فكرته أو حزبه.. لكن قطعا لا اختلاف سياسي أو غيره بين بشر على الأرض مع أرواح في برزخ الرب ترجو رحمته وواسع مغفرته والهدى للسير على الصراط المستقيم..
والله لو ترك لنا الامام هذا الدرس العظيم ولم يترك غيره لكفاه..
اللهم إن عبدك الصادق قد انتقل من دار الفناء لدار البقاء فأكرمه يا أكرم الأكرمين بكرمك وجودك وعطفك ورحمتك التي وسعت كل ..وأشفي جميع مرضانا وعافي مبتلانا وأرحم جميع موتانا يا حي يا قيوم..
خالص التعازي لأسرة المهدي الكرام ولكيان الأنصار العريض ولحزب الامة القومي..وانا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين..
* الصورة تجمع الأستاذ الراحل محمد إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي.. والإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة.. رحمهما الله..
التعليقات مغلقة.