شركاء المجلس الانقلابي !!

صباح محمد الحسن
كشف إعلان مجلس شركاء الفترة الانتقالية ضعف وهوان قوى الحرية والتغيير ، قبل ان يكشف وفضح نية العسكر في رغبة السيطرة على الحكم ، والالتفاف على بنود الاتفاقية المتمثلة في تكوين المجلس التشريعي.
وإعلان رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان لمجلس الشركاء هو اعلان لانقلاب بارد ، أوضح جلياً مما لا يدعو مجالا للظن السيء، ترجيح كفة العسكر وتغولهم على الحكم وفرض قرارات خارج دائرة صلاحياتهم، ذلك التسرب البطيء عبر نافذة الضعف الذي تعاني منه تحالف قوي الحرية والتغيير أو ما تبقى منها والتي لم تكن يوماً بالحجم المطلوب في حسم المكون العسكري وقطع الطريق أمامه حتى لا يصل مرحلة ان يتطاول على الثورة بهذه الجرأة ليعلن عن مجلس شركاء يترجم معاني الانقلاب على الوثيقة الدستورية وعلى الثورة انقلاب في أجود صوره، تلك المحاولة التي لن تمر على فطنة الثوار والمواطنين الشرفاء الذين خرجوا إلى الشارع لإزالة أكثر الأنظمة قوة وجبروتاً ليأتي العساكر الذين حاولوا بكل الطرق بعد توقيع الاتفاقية تحقيق احلامهم في الانفراد بالحكم ولم يستطيعوا، لذلك اختاروا مثل هذه الطرق (المعيبة) التي لا تنم عن قوة المكون العسكري بل تكشف عن ضعفه أمام قوة الشارع وشباب الثورة، فاختيار التحايل والالتفاف وسلك الطرق الملتوية أكبر دليل على الخوف من فرسان الشوارع، فمن الذي فوض البرهان لإعلان هذا المجلس الذي يأتي بديلاً للحاضنة السياسية، ومن قال له إن فشلت الحاضنة السياسية هذا يعني أن النجاح سيكون في حاضنة عسكرية (منقبة)، وإن فشلت الحاضنة السياسية أو وزراء الحكومة أو ضاقت سبل العيش فهذا من صميم عمل الحكومة التنفيذية وليس من اختصاص البرهان وعساكره.
وقوى الحرية والتغيير هي أداة الشارع في الحكم ، ان فشلت، فالشارع هو من يقرر الإطاحة بـ قحت إطاحة شجاعة تأتي وضح النهار ، لا تحتمل أي تفسير ولن ترفع شعار مبهم وغير مفهوم ، ستقول (تسقط قحت) فمن قال ان الثورة نجاحها وفشلها مرهون بنجاح وفشل قحت ؟
الثورة هي ذاتها يا برهان التي ترفض تدخل العسكر، أياً كان هذا التدخل مباشر أو غير مباشر، وهو رفض بالتأكيد لمثل هذا الخطوات المتمثلة في هذه الأجسام الوهمية التي تريد ان تكون البديل السياسي وتتحكم في إدارة الدولة، ولن يشفع لمجلس الشركاء اختيار حمدوك نائباً، هذا الطلاء لن يكون لائقاً على جدارية الثورة، وكان يجب على حمدوك ان يرفضه جملة وتفصيلا ، فمجلس شركاء يضم خمسة من العساكر بالإضافة الى تسعة من الجبهة الثورية (الحلفاء الجدد للعسكر) إذن ماذا تبقى للحكومة المدنية من ملامح، فموافقة الشق المدني والاسماء التي حوتها القائمة من الأحزاب هو حد ذاته يجعلهم شركاء في هذا (الانقلاب الوسيم).
وحديث رئيس الوزراء عن رهن مشاركته في مجلس شركاء السلام بتنفيذ أربعة شروط أنّ يكون دور المجلس تنسيقيًا ولا يتدخل في العمل التنفيذي أو التشريعي أو السيادي، وأنّ يكون رئيس الوزراء رئيسًا مناوبًا للمجلس إضافة اثنين من الوزراء على الأقل لعضوية المجلس، وأنّ يضمن تمثيلاً معتبرًا للنساء في المجلس ، هو حديث لن يغير من خطورة الخطوة ولن يقلل من تأثيرها السلبي على الواقع السياسي ، فالخطوة هي اجهاض للثورة ولعملية التغيير والتحول الديمقراطي، وتشويه لواجهة الحكم المدني، فإن رضي حمدوك بما يحدث وجاء شريكاً فيها سيكون فقد ثقة الشارع وحلق بعيدا عن أحلامه وأهدافه، واختار تحقيق أهداف العسكر وفلول النظام الذين حملهم قطار سلام جوبا عبر بوابة الثورة، بمسمى الجبهة الثورية ومع ذلك يتشاكسون دون خجل في عدد المقاعد، ويفرضون شروطهم، ولا (على بالهم الثورة) والمعاناة المواطن وهمومه، وكأنهم جاءوا الي الخرطوم بعد تنحي البشير من منصبه طوعا واختياراً وكأنهم حضروا بعد ان هزموا الإنقاذ في معركة شهيرة ودخلوا الخرطوم عنوة واقتدارا أو كأنهم جاءوا بعد نداء استغاثه من الشعب السوداني ليكونوا له عصا موسى التي فطرت البحر ليعبر الجميع إلى عوالم أخرى خاليه من فرعون وقومه.. يا للعجب !!
طيف أخير :
في حصة الثورة يبدو أن هناك من لم يفهم الدرس
التعليقات مغلقة.