مجلس شركاء تمزيق السودان!
حسن وراق
المشهد السياسي بعد إعلان تشكيلة مجلس شركاء الحكم، بدأ يتضح جليا بأن هناك انقلابا على حكومة الثورة في إطار المخطط الإقليمي الذي يستهدف خنق الثورة وتركيع قياداتها لفتح المجال لصعود العسكر إلى قمة القيادة ومن ثم العمل على إصلاح معائش الناس وتوفير السلع الضرورية وعلى رأسها الدقيق والوقود وغاز الطبخ وضخ كميات من النقد الأجنبي لرفع قيمة الجنيه السوداني، في محاولة لجعل جماهير الشعب السوداني تلتف حول الانقلابيين وكأن الثورة التى مهرتها دماء الشهداء والجرحى وأرواح المفقودين كانت بهدف استبدال ديكتاتور بآخر وشغل الشعب السوداني بدوامة التصدي للعسكر وحكمهم الديكتاتوري الذي اكتوينا بنيرانه لنصف قرن من الزمان دون أن ننعم فيها بحياة مستقرة، بل دوامة من حياة المنافي والسجون والتعذيب والقتل والترويع، هكذا وضع يجب أن يزول وإلى الأبد.
مخطط تمزيق السودان الذي بدأ عمليا بواسطة عساكر المجلس السيادي وبقيادة رئيسه البرهان بإعلانه قيام مركز لشركاء الحكم قوامه ممثلين لعسكر السيادي وبعض الخارجين على قحت وبدعم بلا حدود من عناصر الجبهة الثورية التي ما وقعت على اتفاق سلام جوبا إلا بعد ضمانهم الاشتراك والمشاركة في المشروع الصهيوني لتمزيق السودان لعدة دويلات، يقوم على إضعاف حكومة الثورة ومحاربتها إقتصاديا وخنقها حتى تنتفض الجماهير وتتصاعد الفوضى وعدم استتباب الأمن، احد اهم وسائل إرهاب الجماهير وهو ذات المخطط الذي يقف من وراءه الفلسطيني العميل للموساد محمد دحلان الذي ينفذ في مخطط تمزيق السودان الذي تقوده دويلة الإمارات العربية المتحدة وبصمت من مصر ودعم السعودية، وقد اعتبر تقسيم السودان احد الحلول المطروحة في قضية سد النهضة للاستفادة من حصة السودان الموحد والبالغة حوالي ١٩ مليار متر مكعب سوف يذهب منها على الأقل أكثر من ١٢ مليار متر مكعب بعد تدمير مشروع الجزيرة الذي يستهلك حوالي ٨ مليارات متر مكعب.
مخطط تمزيق السودان إلى ٥ دويلات ضعيفة يسهل ابتلاعها واستعمارها وللأسف هذا المخطط تم التحضير له بخبث شديد وكان على وشك أن يبدأ فعليا وبموافقة المخلوع الذى يرتعب من كلمة الجنائية وبالابتزاز، وافق من قبل وفرط في فصل الجنوب وكانت دارفور الإقليم التالي في ترتيب التمزيق ولم يكن مثلث حمدي الذي يضم شمال كردفان ومنطقة الإقليم الأوسط ونهر النيل والشمالية إلا محاولة جادة في إطار تمزيق وتقسيم السودان، هذا المخطط الإجرامي الذي وللأسف لن يجد سوى المؤسسة العسكرية المتطلعة للحكم لتنفيذه. كل الشواهد تؤكد على أن السودان بموارده الطبيعية من أراضي زراعية سهلة ومنبسطة ومياه أمطار وخزانات وجوفية وفيرة تعتبر المنقذ لأزمة الغذاء العالمية فليس صدفة أن تتهافت الصين وتركيا وكوريا والسعودية والامارات بحجز مساحات ضخمة وفي مواقع استراتيجية باجرة لمدة ٩٩ عاما. هذا خلافا للموارد الطبيعية الغنية من ذهب على سطح الأرض وخلافه، كل هذه الموارد تبرر استعجال تمزيق السودان.
مصيبة السودان في مؤسسته العسكرية التي يقوم عليها مخطط تمزيق السودان الذي تقوده دول المنطقة، التي أصبحت تمارس السمسرة وتهدف بشكل ممنهج لتمزيق السودان ومحوه من الوجود. ليس صحيحا أن الثورة السودانية تهدد مستقبل الحكم لدى دول الجوار التي تطمح في نصيبها من تمزيق البلاد وليس صحيحا أن الإمارات والسعودية تقفان ضد انتشار الإسلام السياسي في المنطقة والثورة السودانية قدمت بيان بالعمل نجحت في إسقاط دولة الإسلام السياسي ولهذا كان تستحق أن تكافأ وتدعم الأمر الذي لم يتم، قامت كل هذه الدول بإعلان تبرعهم لدعم الفترة الانتقالية وسرعان ما حجبوا الدعم دعما للمخطط الصهيوني الرامي لخنق الثورة وإسقاطها حتى لا يقوم سودان جديد. اكتملت الصورة تمام لمخطط تمزيق السودان بعد تشكيل مجلس دعم الحكم الانتقالي الذي نصب البرهان نفسه رئيسا عليه ولم يتم اختياره وبدأت ممارسات النظام المباد في الظهور بقوة من خلال تعرض الكثيرين للتعذيب وعودة بيوت الأشباح والاعتقالات كما جاء في تهديدات علي كرتي الأخيرة للثوار، وتأكيدا على انفراط عقد الأمن لدعم الفوضى المبررة لتدخل العسكر وإعلان حالة الطوارئ وتسلم السلطة التي باتت وشيكة وبالأمس كما جاء في صحيفة الراكوبة وصول ١٦ حاوية تحمل عملة وصلت ميناء بورتسودان تم استلامها بواسطة ضباط يتبعون للتصنيع الحربي قادمة من مالطا ما يؤكد ذلك اختفاء فئات العملات الكبيرة من البنوك. كل هذه الفوضى تتزامن مع تشكيل مجلس شركاء الحكم الذي يجب أن ان يتم التصدي له لقطع الطريق أمام تمزيق البلاد.
التعليقات مغلقة.