خلافات الشركاء ومهب الريح!!

110

حيدر أحمد خير الله
*الواقع السياسي في بلادنا عندما نقرأه مع اتفاقية سلام جوبا وما تعانيه من مكابدة في تنفيذها وإنزالها إلى أرض الواقع، فهذه هي الغاية الكبرى التي انتجتها هذه الاتفاقية تحديدا لأنها تكون مرتبطةً مع أحلام وآمال المواطن العادي البسيط ليمتلكها ويفهمها ويناقشها حتى يتسنى له الدفاع عنها عن وعي وعن معرفة ولعل هذه الغاية السامية هي التي جعلت الحرية والتغيير تقف من الاتفاقية كموقف القط من الحليب، ثم لا يرضيها العجب ولا الصيام في رجب، لذلك نجدها تضع المتاريس على الرغم من المواءمة فيما بين الوثيقة الدستورية والاتفاقية حتى يتسنى لنا عدم التشاكس بين مكونات السلام والوثيقة وأطراف العملية السلمية، كل ذلك قد أكد لنا أن مسيرة السلام على الرغم من ما أنجز فيها، فهي تعانى الامرين خاصة بعد أن أصدر الفريق أول البرهان قراره الذي لم يتجاوز ما اتفق عليه في الوثيقة الدستورية أو في اتفاق السلام وتم التأكيد عليه عبر لجنة المواءمة.
*قولاً واحداً: إن المعركة الوهمية التي استهدفت قرار الشراكة الذي أصدره الفريق اول البرهان علي الرغم من أنه كان مجحفا في حق أطراف العملية السلمية وقد تجاوز الكثير من ما كان متوقعا عدالة أن يحقق للشركاء العدل إلا أن قوى إعلان الحرية والتغيير حازت على نصيب الأسد من ما يخشى عليه إعادة تجربة الفشل التي أعلنها اليوم رئيس مجلس السيادة بالصوت العالي وهو ينعي عاماً كاملاً من عمر الشعب السوداني أضاعته حكومة الحرية والتغيير وحكومتها الانتقالية. إن مجلس شركاء الفترة الانتقالية ضرورة لا يستقيم الأمر بدونه فإنه لم تكتمل هياكل المجلس التشريعي ولا عضويته إلا عبر هذا المجلس، وكذلك الحكومة القادمة وحتى الحاضنة السياسية بلا قيمة إلا إذا ضمت أطراف العملية السلمية كما قالت بذلك لجنة الموائمة ،وهذه اللجنة خرجت بالمواءمة التي أجيزت عبر مجلس السيادة ومجلس الوزراء والحرية والتغيير وأطراف العملية السلمية التي أصبحت ركناً أصيلا في مجلس الشركاء .
*وها هو الفريق البرهان يقول انقضى أكثر من عام على تكوين هياكل الحكم الانتقالي والتجربة اثبتت العجز الكامل عن تحقيق تطلعات الشعب والثورة وزاد بأن مجلس الشركاء جاء بمبادرة الحرية والتغيير ومجلس السيادة، وتمت إجازة تكوينه في جلسة مشتركة لمجلسي السيادة والوزراء ونشر في الجريدة الرسمية، وأن كل ما أكده رئيس مجلس السيادة يؤكد أن هناك جهات داخل الحرية والتغيير تريد أن تحتفظ بعصا مع البرهان وبعصا أخرى مع مجلس الوزراء وبعصا ثالثة مع أطراف العملية السلمية ونحن نعلم هؤلاء الخونة بالاسم والرسم والصورة وكنا على يقين بأنهم سيقودون هذه البلد إلى هاوية ولكن هذه الهاوية ستطالهم ولن تطال شعبنا وما قاله البرهان صحيح وكنا عليه من الشاهدين، وأما من الذي يقود هذه البلد إلى الفتنة سنكتب عنه في مقال قادم وخلاف الشركاء لن يكون له من مجال إلا مهب الريح: وسلام يااااااااااوطن
إن استحقاقات السلام تظل فرض عين وحقاً أصيلا لأقوام وضعوا السلاح وعادوا من التغيير بالموت للتغيير بالحياة، فمن الذي يضع العثرات أمام وجودهم وحقوقهم وعدتهم؟! نخشى أن يحدث ما لا تُحمد عقباه.. حقيقة نخشى ذلك..
وسلام يا..
الجريدة

التعليقات مغلقة.