أوهام جبريل إبراهيم !

139
زهير السراج
* أصبحت لجنة تفكيك النظام البائد الشغل الشاغل لرئيس حركة العدل والمساواة (جبريل إبراهيم)، يفتح عليها كل يوم النار من خلال الأجهزة الإعلامية التي صارت هي الأخرى شغله الشاغل أيضا، فما إن تفتح قناة تلفزيونية إلا وتهل عليك صورته، وتذكّرك بقناة الهلال قبل سقوط النظام البائد عندما كانت تضع صورة الكاردينال على أعلى شاشتها تيمنا بطلعته البهية !
* وبهذه المناسبة السعيدة التي جاء فيها ذكر الكاردينال وقناة الهلال نتساءل: هل من حق شخص أو جهة غير نادى الهلال صاحب الملكية الفكرية لاسم وشعار النادي أن يستخدم اسم وشعار الهلال؟
* وأُذكّر هنا بالقضية التي رفعها وكسبها نادى الهلال ضد أحد الأشخاص كان يستخدم اسم وشعار الهلال، فكيف يسمح النادي للكاردينال باستخدام اسم الهلال لقناته الخاصة، وهو موضوع لا بد أن تهتم به إدارة النادي الحالية وتضع حدا له، فاسم الهلال وشعاره هما ملك لنادى وجماهير الهلال فقط، وليس أي مخلوق آخر في السودان!
*نأتي الآن لجبريل إبراهيم الذى لم يجد ما يفعله بعد توقيع الاتفاق العبثي للسلام المزعوم، غير الحديث المتواصل عن المصالحة مع الإسلاميين الذين اجرموا في حق الشعب ودمروا البلد ومشاريعها القومية ومؤسساتها الضخمة وباعوا أصولها، بل باعوا إنسانها في سوق النخاسة السياسية في اليمن وغيرها، واهانوا كرامتها باستضافة العصابات الإرهابية والمجرمين أمثال بن لادن وغيره، مما أثقل كاهلها بالعقوبات العالمية التي لا يزال بعضها قائما حتى اليوم، ورغم ذلك يأتي جبريل مع سلامه المزعوم مطالبا بالتصالح معهم!
* ولم يكتف رئيس حركة العدل والمساواة وعضو مجلس القيادة في ما يعرف بالجبهة الثورية التي استقطبها المكون العسكري الحاكم لتدعيم سلطته ونفوذه في مؤسسات الحكم خلال الفترة الانتقالية والاستقواء بها على المدنيين واجهاض الثورة المجيدة .. بمطالبته الفجة بالتصالح مع الإسلاميين ولكنه ظل ينتاش كلما وجد الفرصة، لجنة التفكيك والمطالبة بحلها حتى يتمتع ربائبه في النظام السابق بالمال المنهوب من الشعب خلال ثلاثين عاما لم يفعلوا فيها شيئا غير التدمير والسرقة والقتل والاغتصاب، قائلا في حوار مع قناة سودانية 24 إنه يرفض وجود لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد بشكلها الحالي، مدعيا أنها وسيلة للتشهير الإعلامي بالناس (وهو يقصد اللصوص)، وفرض الأمر الواقع والأخذ بوضع اليد بدون إجراء قضائي، ولم ينس أن يعطينا محاضرة عن القيم والمثل والعدالة والسلام قائلا، “عندما نرفع شعار الحرية والسلام والعدالة، يجب أن يكون لهذا الشعار معنى ولكلمة العدالة معنى”.
* وأضاف “عندما تجتمع سلطات البوليس والنيابة العامة والقضاء والاستئناف كلها في يد طرف واحد، وتكون هي الجهة السياسية، وتقول إنها ذهبت لفض اجتماع لعدد من الناس أو ذهبت اعتقلت وفعلت، فإن الأمر فيه إخلال بالعدالة” !
* ونقول لجبريل، أي عدالة وأي صلح وأي سلام للصوص نهبوا وسرقوا وقتلوا ودمروا البلد ومرغوا سمعتها وكرامتها في التراب، وأدين رئيسهم المخلوع بحكم قضائي بالفساد وحكم عليه بالسجن، واعترف قبل ذلك أمام كل العالم في حديث مسجل بالصورة والصوت أنهم (قتلوا 10 آلاف من المواطنين الأبرياء في دارفور)!
* كما إن الكل يعلم بجرائم ومفاسد قادة ومنسوبي النظام البائد والحركة المسماة إسلامية الذين جاءوا إلى السلطة حفاة عراة (بشنطة حديد)، ولم تمض سوى بضع سنوات قليلة حتى تطاولوا في البنيان وكنزوا الذهب والفضة وصاروا من أصحاب الأملاك والأطيان والقصور والحريم مثنى وثلاث ورباع، فهل بعد ذلك من دليل .. أم إنك اشتقت لأيام الماضي ورفقة السوء من كوادر الكيزان المجرمين فخرجت تطالب بالعدالة لهم، وحل لجنة التفكيك التي تعمل وفق الوثيقة الدستورية وقانون واضح المعالم والسلطات والتخصصات، يتيح لها ما تقوم به من أعمال جليلة لاستعادة أموال الشعب من السارقين تجار الدين مصاصي الدماء ؟!
* يقول المصلح الاجتماعي والمتمرد السابق (جبريل إبراهيم) عندما سُئل إن كانوا قد تحدثوا عن لجنة التفكيك في أي من المستويات، “إنه سيأتي عما قريب الموقع الذي يعبر فيه عن رايه بوضوح، قاصدا بذلك حل اللجنة!
* ونقول له، لن تحل أنت أو غيرك هذه اللجنة يا جبريل، ولن تكون هنالك مصالحة مع المجرمين، وإذا اعتقدت أن كرسي السلطة الذى ستجلس عليه، مهما كان حجمه أو قدره سيعطيك هذا الحق، فأنت واهم لا تدرى كيف صُنعت هذه الثورة ومن الذى صنعها، ومن يحميها من المتآمرين والمتربصين !

التعليقات مغلقة.