لاحَ المُحَيَّا

138

شعر/ علي تولي

لاحَ المُحَيَّا وَالمَزارُ عسِيرُ
حتَّامَ صَبٌّ في هواكَ يَحورً
مَا ذَاقَ رَشْفاً لِلَّمَا إذْ شَفَّهُ
وجدٌ غدَا في إثرِكُمْ مأسورُ
في قُبْلةٍ ظَلَّتْ تَمُورُ بِمُهجَتِي
مَغَنَايَ قُربكِ والفِرَاقُ سَعيرُ
وَبِكِ اتَّكَأتُ عَلَى أرَائِكِ جَنَّةٍ
حَولِي أباريقُ المدامِ تَدورُ
بِكَ أتَّقِي أتْلُو لِوردِ صَبَابَتِي
وَتَمُوَر عِطراً فَائِحًا وزُهُورُ
يَا أيُّها الرَّشَأُ الأَغَنُّ أسَرْتَنِي
لِي بِالحَنَايَا زَفْرَةٌ وحبورُ
سَأظَلُّ أخفٍقُ كالفَرَاشِ بِجَنةٍ
قَلْبِي يُرَنِّقُ بِالهَوَى عُصفُورُ
يَا كَأسَ سُهْدي لِلوِصَالِ وَقُبلة
فيها عَلى أفقِ الشِّفَاهِ نَطِيرُ
كمْ مَرَّة أبحرتُ في ألقِ المُنَى
وَالكَونُ سَاجٍ وَالفؤادُ كَسِيرُ
يا خُوطَ بَانٍ قد تَأَوَّدَ عِطْفُهُ
باِلرَّوْضِ أُمْلُودٌ يَمِيدُ نَضِيرُ
أشْتَارُ مِنْ حُلْوِ الثِّمَاِرِ بجنةٍ
وَيَمُورُ مِن حَولِي شَذًا وَعَبِيرُ
لَيتَ اللِّقَاءَ يَطُوُل دهرًا بينَنَا
أزِفَ الوَدَاعُ وَلِلْفِرَاقِ نَذِيْرُ

التعليقات مغلقة.