الشريف زين العابدين الهندي: كانوا يألفون الصحارى ومناطق الشدة في بلادهم

347

لم يفكر الجيش يوما في الحكم.. وقد رفض الرئيس إسماعيل الأزهري، أول عرض بالانقلاب لصالحه وحرمه، ورجال الجيش بعد الجلاء، تلمع على أكتافهم شارات المعارك الخضبة التي أبلوا فيها بلاء من أحب الموت، فوهبت له الحياة. وهم شركاء النصر في معارك الديمقراطية ضد النازي الفاشيست في الحرب العالمية الثانية. وسيرهم الخارقة في صحراء “الكفرة” ومرتفعات “كرن” و”أسمرة” وسهول “الرصيرص” خلقت نسيجا من الزهو والفخار، غرس في قلب كل مواطن علما من الاعتزاز لهذا الجهاز المرموق، وعدّه درعه وأمانه واطمئنانه الوثيق. كانوا يألفون الصحارى ومناطق الشدة في بلادهم. ويملأون قلوبهم منها بالحب والقوة والجسارة واستهانة الموت ويرفعون لياقتهم القتالية إلى أعلى مستويات الجيوش في العالم كل عام في المناورات الشاقة التي يمارسونها .وقوة الاحتمال وبراعة الأداء في سمت مهيب، يبدو في قاماتهم وهاماتهم التي توحي بقوة الاقتدار والعزم وشجاعة المستميت الجسور. يشد كل الكون من العزائم سياج منيع مرعى ومحترم ومراد لذاته، له قوانين الضبط المحكم والربط المطاع. رحمهم الله جميعا فقد خلف من بعدهم خلف مغاير في كل صفه من صفاتهم. أفسح المجال لمحاولة تسييس جيش الأمة. وخلق خلايا الاستقطاب داخله ،وبدا مسابقة العدو فجرا نحو الإذاعة. وأصيب الجسم القوى بعدوى الانقلاب واستشرى نوع من المغامرين الذين يظنون أن الحكم خيلاء ومرحا ونزهة ممتعة.

التعليقات مغلقة.