حسن وراق يحاور أشهر شخصيات الحصاحيصا.. الراحلة “خديجة الضكرية”:
** لهذا (….) تمت تسميتي بـ (الضكرية)
الفنانة الشهيرة الراحلة فاطمة الحاج شقيقتي لم تجد تقديراً تستحقه من المسؤولين
(1)
لا يوجد أحد في الحصاحيصا لا يعرف خديجة الضكرية امرأة تزرع سوق الحصاحيصا جيئة وذهابا متلفحة بثوب أبيض حولته المعاناة ولهجيرة إلى اللون الأغبر. تتوكأ على عكازتها التي تعينها في رحلة الحياة ومشاوير السنين عند كل فجر يوم جديد.
تقول عن نفسها
أنا اسمي بالكامل خديجة الحاج عبد الكريم من قرية صفيتة والدي الحاج عبد الكريم كان نجارا في سوق الحصاحيصا مع زميله محمد عبد المطلب من أهالي أربجي.
نحن خمس أخوات وأخوان. شقيقتي الكبري الفنانة المطربة فاطمة الحاج التي بدأت الغناء منذ الصغر والتحقت بمدرسة ديم لطفي الابتدائية ومن هناك انطلقت إلى أم درمان والتحقت بالإذاعة السودانية تزوجت ولم تنجب من زوجها الذي توفي مبكرا. وفاة الوالد ونحن بنات غير مجرى حياتي كما ترى أنا كنت البنت الثانية بعد أختنا الكبيرة فاطمة وبعدي طوالي أختي خولة، عشة، رقية ثم الأولاد الطيب والعوض ولم يبق على قيد الحياة إلا أنا وشقيقتي عشة ورقية.
(2)
الناس زمان ما زي اسع كونو المرأة تخرج للعمل كان حاجة غريبة وشاذة وغير مقبولة. ظروفي حتمت علي الخروج للعمل وكان لازم أعمل حسابي المجتمع ما برحمك الزمن داك، وعشان كدا كنت شرانية جدا يعني أقول ليك.. كنت شيطان مصرم.. مافي زول مرا والله كان راجل بقدر يقل أدبو علي وعكازي دايما معاي لحدي اسع دي زي ما شايفو.. أنا كنت بسرح مع البهائم وبنوم معاهن في الخلاء وما في زول يقدر يهوم علي… زمان ناس كتار دايرين يتفالحوا علي يعلم الله كسرتهم ليك لامن عرفوني وخجلوا وبعد داك الناس بقت تعمل حسابا مني إلا أولاد الناس وأولاد الحلال علاقتي بيهم عادية جداً.
(3)
أنا مرا كاملة ومكتملة وما اتزوجت أصلا للظروف التي مرت بي لتربية أخواتي وإخواني وبيني وبينك مافي راجل اتقدم لي.. الرجال كانوا بخافوا مني خوف شديد وعاملين حسابهم مني .. وسموني الضكرية وأنا ما بزعل من الاسم دا ولو كان في رجل ضكر بالصح ويملك الشجاعةوالأدب ويقدر الظروف كنت اتزوجتو لكن ياخسارة يا ود أخوي الرجالة خشم بيوت كان في رجال أنا ما مرقت وزاحمتهم في السوق كنت قعدت لازمة البيت زي الحريم الوراهم رجال. والله أقول ليك حاجة انا ماندمانة انو ما اتجوزت والحمد لله راضية بالقسمة ومخير الله في حكمو.
(4)
دخلت سوق الحصاحيصا من بدري جدا وكنت ببيع اللبن بكميات تجارية للقهاوي والمدارس وكان زبوني المرحوم يوسف حجاجي وبعد داك المرحوم الطيب عطا المولى وكانت لي علاقات مع التجار في السوق ناس عم وراق وابو صابونة وعمك علي أبو نقدية وعمر عطية وكانوا بقولوا لي (المجينينة) والمرحوم علي عيسى ما يشوفني الا يقولي المسمارة بت المسمار رحمهم الله جميعا.كنت بقعد في السوق لحدي المسا وببيع وبشتري في زريبة البهائم ومسترزقة كنت والحمدالله. في قهوة التنقور كنت طوالي بكون هناك ولعبت فيها القمار وخرت وخرتوني وكان جات للرجالة الكلام بيقيف لمن أجي عندي.
(5)
الحكاية اتطورت كثير نحمدالله الحضرنا زمن الكبري ومافي زول كان زمان بيصدق انو بجي زمان نقطع فيه بحرنا بالكبري.. ويا حليلك يابنطون العزة وياما عشنا معاهو أيام وكنت بقطع بيهو مجان ما بدفعوني قروش .. احترام والله ما خوف وكانوا فيه ناس محترمين والله يرحمهم ناس عبيد وسيد البشير وسيدأحمد الشايقي (والد الجكومي) وطلب وإبراهيم وعبد الله ود حاج توم وولد ناس عوض الله والله أنا ما متخيلة أقطع الشرق بدون بنطون!!
(6)
ما عندي كلام أقولو غير إنو المسؤولين ما اهتموا بثراث أختي فاطمة الحاج ولا حتى أغانيها ما قعد نسمعا ولم يتم تكريمها لا في أم درمان ولا في الجزيرة.. ياولد اخوي زي مابقولوا ناسنا (الكبر حصل والقرباب نصل) والآن ما شغاله والأحوال الحمدلله والبجي السوق بلقي رزقو وفي وراي ناس صغار وكبار راجيني وفاتحين خشومهم والله يديكم العافية.. يعلم الله قدرتوني وأنا شاكراكم ومع السلامة.. دحين البنطون بالفا؟
(7)
ورحلت خديجة الحاج عبد الكريم والشهيرة بـ (خديجة الضكرية) شقيقة المطربة الراحلة فاطمة الحاج إلى رحاب ربها في شهر مارس من العام 2012 بقرية صفيتة ريفي رفاعة.
والمرحومة تعد أحد المعالم البارزة بولاية الجزيرة وفي سوق الحصاحيصا.
خديجة الحاج صفحة انطوت من تاريخ الحصاحيصا وقصة كفاح مرير عاشته في زمن كانت المرأة أكثر اضطهادا واذلالاً.
نسأل الله لها الرحمة الواسعة وأن يدخلها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
التعليقات مغلقة.