زين العابدين صالح عبد الرحمن يكتب.. المؤتمر السوداني من الشعار للممارسة

49

أن عملية التغيير السياسي من نظام شمولي إلي نظام ديمقراطي، تحتاج إلي إرادة و تجرد و وعي بالعملية السياسية، و كيفية إشراك أكبر قاعدة اجتماعية تشكل صمام أمان للعملية السياسية، و أيضا تحتاج لعقول ذات قدرات معرفية و إبداعية عالية، و خبرة سياسية في إدارة الأزمات ، وفوق كل ذلن عملية الممارسة الديمقراطية داخل بناءات الأحزاب، و في مؤسسات المجتمع المدني، و المؤسسات التعليمية و الرياضة و غيرها، لأنها أفضل وسيلة للإقناع، حيث العديد من القوى السياسية تتعامل مع قضية التحول الديمقراطي من خلال شعارات فارغة المضمون، و تظهر ما لا تضمر، و أثبتت التجارب الحية أمام الشعب كيف أهملت القوى السياسية في الحكومة الأولي و الثاني تشكيل و تكوين المؤسسات التي تحتاجها عملية التحول الديمقراطي. و هي تجربة تحتاج لمراجعات حقيقية في ندوات مفتوح مع الجماهير لكي تعيد بها ثقتها مرة أخرى، و تحتاج لسيادة المنهج النقدي الذي يؤسس لثقافة ديمقراطية جديدة على أغلبية النخب السياسية و الجماهير.

يوم الخميس 16 مارس 2023م عقد حزب المؤتمر السوداني جلسات مؤتمره السادس و التي سوف تستمر لمدة ثلاثة أيام، أولا نهنيء حزب المؤتمر السوداني قيادة و عضوية و مناصرين للحزب بإنعقاد المؤتمر، باعتباره يمثل ركنا أساسيا في العملية السياسية التي تتاح فيها لعضوية الحزب محاسبة القيادة على أدائها في الفترة السابقة، و في ذات القوت تختار قيادة جديدة أو تدعم السابقة لانجاز التكليف الذي يقرره المؤتمر. ثانيا أن يعقد حزب المؤتمر مؤتمره العام في ظل ظروف اجتماعية و سياسية ضاغطه و غير مستقرة، تعد لفته بارعة في الممارسة السياسية، و تؤكد للكل أن الممارسة الديمقراطية يمكن أن تطبق في أي ظرف، و تؤكد للأجيال الجديد أن الديمقراطية ليست شعارات تطلق في الهواء لكي تظلل عضوية الحزب، بل هي ممارس و تحدى لكل لظروف التي يتعلل بها شموليو الهوى. ثالثا أن الحرص على قيام المؤتمر في وقته و فتح باب الحوار على كل القضايا تعتبر دروس في الديمقراطية التي يتحتاج لها عملية التحول الديمقراطي.

أن الديمقراطية لا تتم فقط عندما يسقط النظام الشمولي، و تملأ السماء بشعارات الديمقراطية، بل هي ممارسة و تغيير في الثقافة التي تراكمت عشرات السنين، هي تعليم للأجيال الجديدة خاصة التي ولدت و نشأت في ظل نظم شمولية، و تتعامل وفقا لثقافة تلك النظم. و هي في أمس الحاجة للثقافة الديمقراطية و قيمها، مثل هذه المؤتمرات تعد تحولات في مسار العمل السياسي، و للمرة الثانية بعد ثورة ديمسمبر 2018م يعقد حزب المؤتمر السوداني مؤتمره العام، لكي يؤكد أن الديمقراطية ليست شعارات تطلق في الهواء بل هي ممارسة مستمرة من اللجنة في الحي إلي المؤتمر العام، تشارك فيه كل القاعدة الحزبية. هنيئا لحزب المؤتمر السوداني و لقيادته للدروس التي يقدمها لكي تضيف كل يوم جديدا للثقافة الديمقراطية. نسأل الله حسن البصيرة

التعليقات مغلقة.