شخصيات سودانية.. الإعلامي الراحل علي الحسن مالك

29

علي الحسن احمد مالك من مواليد العام 1935م بمنطقة الغريبة بمحافظة مروي بالولاية الشمالية ودرس في خلوة الشيخ محمد بن صديق وتلقى دراسته الأولية بمدرسة كورتي والمتوسطة بمدرسة الكلية القبطية بالخرطوم بحري والثانوية بمدرسة الكلية القبطية بالخرطوم.

عمل مدرسا بمدرسة الفلاح بمدينة ام درمان ثم التحق بالإذاعة السودانية في العام 1955م مع زميله الراحل الأستاذ محمد خوجلي صالحين وكان الشخص في تلك الفترة يمر على جميع أقسام الاذاعة ويتعرف عليها ومن ثم يلتحق بالقسم المناسب له وبدأ علي الحسن مالك بقسم الالتقاط الاخباري ثم محررا، بعد ذلك اصبح مذيعاً بقسم الاخبار.

قام بوضع فكرة برنامجه الشهير (من ربوع السودان) الذي كان يعده ويقدمه لسنوات طويلة وكان يهتم البرنامج بتقديم المواهب من كل ربوع السودان وتم من خلاله اكتشاف العديد من الفنانين أمثال النعام آدم واحمد عمر الرباطابي وبابكر ود السافل وغيرهم.

رفد مكتبة الاذاعة السودانية بكم هائل من البرامج الثقافية والأدبية ووثق لعدد من الفنانين وعلي لسان مدير مكتبة الاذاعة السودانية ان للأستاذ علي الحسن مالك ركن خاص يحتوي علي البرامج التي قدمها وكان باحث في التراث والأدب الشعبي كما أنه اكتشف العديد من المذيعين والفنانين وقد كان ذو حس فني عالي وكان منزله يشهد الورش الفنية لتنفيذ العديد من الأعمال الفنية ابو داوؤد وعثمان حسين وثنائي العاصمة والكابلي وغيرهم الأستاذ عمر الجزلي أفاد بأن علي الحسن مالك يمتلك خامة صوت تطرب المستمع وأطلق عليه الأستاذ عمر الجزلي وهو من تلاميذه أطلق عليه الصوت النعناعي.

اتجه بعد ذلك لمجال التعليق الرياضي وكان متعاونا في بدايته مع المرحوم طه حمدتو والذي اكتسب منه الكثير من الخبرات وتسلم منه الراية وحقق فيه نجاحات كبيرة لثقافته العالية وحضوره الذهني ومتابعته وأجاد وابتكر وكان له أسلوبه المتفرد.

من خلال تعليقه ووصفه لمباراة كان يجعلك تعيش احداثها وكانك تشاهدها وعرف بالحيادية في اذاعته للمباريات حيث كان قادرا على إخفاء ميوله الشخصي وكان هنالك انقسام بين الجمهور الرياضي وللأن في معرفة ميوله الرياضي وفي ذلك قمة النجاح لمهنيته وحياديته.

قام بتأسيس القسم الرياضي بالإذاعة وكانت معه بداية برنامج عالم الرياضة والذي يعتبر من أميز البرامج التي قدمت بالاذاعة السودانية وكان يقوم بإعداده مجموعة متميزة على رأسهم الدينمو عبد الرحمن عبد الرسول، ويوسف محمد يوسف، وعصام الدرديري، وهيثم خاطر ابوبكر وكان البرنامج مرتبطا بالنشاط الرياضي الداخلي والخارجي وكان يقدم في فترة استماع حية من الساعة الثانية والنصف حتى الساعة الثالثة يوميا وكان يحظى بمتابعة كل القطاع الرياضي في السودان لوجود مراسلين نشيطين للبرنامج من كل مدن السودان وكما انه يقدم خدمات للمعتربين في دول المهجر ويربطهم بالوطن رياضياً ودعم البرنامج بكوادر أمثال حمودي مصطفى، جمال الصادق، الرشيد بدوي عبيد، ويسرية محمد الحسن, اكرام الصادق، وكان هذا البرنامج المحطة الأولى لكثير من المذيعين ونقطة الانطلاق وهم كثر عوض ابراهيم عوض، الطيب قسم السيد، محجوب بخيت، محمد ورداني حمادة، علي سلطان، محمد الفاتح السموأل، فيصل عبد الله، عثمان حسن مكي وغيرهم وكان يتحفنا ببرنامجه المتميز ثقافة رياضية.

يمتاز الأستاذ علي الحسن مالك بصوت متميز ودقيق في اختيار العبارات ومهني و وقام بتدريب العديد من الشباب وسلحهم بالمعرفة وخبرته الثرة أمثال الرشيد بدوي عبيد وسيف الدين علي.

صحب الأندية والفرق القومية الرياضية لكثير من الأقطار العربية والافريقية والاوربية في كثير من المناسبات والبطولات مثا إنجلترا والمانيا وامريكيا وكندا ومصر وسوريا وتونس والجزائر والمغرب وتنزانيا وكينيا واوغندا والصومال واثيوبيا والكاميرون ونيجيريا وغيرها وبذل جهودا كبيرة لتوصيل صوت الاذاعة السودانية وجعل المستمع السوداني متابعا لكل الاحداث الرياضية بالرغم من صعوبات الاتصال في ذلك الوقت.

كان عضوا فعالا في نادي الاتحاد البحراوي وله إساهمات مقدرة في الجانب الاجتماعي والرياضي.

كان لديه ارتباط وثيق بمسقط رأسه الغريبة بمحافظة مروي وكان من المؤسسين لاتحاد أبناء منطقة الغريبة وتولى رئاسته عدة دروات وكان انتماؤه للغريبة يعززه بالحضور اليها في كل عيد أضحى وكان له دوره الفاعل في تنمية مجتمع الغريبة تعليميا وصحيا وثقافيا وكان منزله ببحري مأوى لكل اهل الغريبة.

له من الأبناء عامر وياسر وعاصم وعادل.

في 23 أغسطس من العام 2004م توفي الإعلامي القدير علي الحسن مالك بمدينة القاهرة بعد صراع مع المرض, نسأل الله ان يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع المصطفين الأخيار.

المصادر : إفادات من ابنائه عامر وعاصم علي الحسن مالك عبر الواتس + مقتطفات من مقال للأستاذ سيف الدين علي طيب الله ثراه.

التعليقات مغلقة.