المهندس محمد فاروق يوجه نداءًا إلى المفاوضين في جدة

54

۱۷ مايو ۲۰۲۳

نداء للمفاوضين في جدة

حول حماية المدنيين والتراث الانساني في مناطق المحاصرين وإيقاف تمدد الحرب

الالتزام بتوفير الحماية للمحاصرين في مناطق النزاع المسلح

الوضع الانساني للمواطنين والمواطنات من المدنيين في مناطق الاقتتال في العاصمة القومية بالغ في السوء، مع انعدام المياه وعدم استقرار الامداد الكهربائي وانقطاع سلاسل الامداد بالمواد الغذائية والدواء، بينما تقع اغلب المستشفيات في العاصمة تحت سيطرة واحتلال قوات الدعم السريع وقد تحولت كثير من المرافق الخاصة ومنازل المواطنين لثكنات عسكرية واصبحت جزء من الاهداف العسكرية في النزاع، عليه

.1. تم حصر عدد من الانتهاكات الجسيمة من حوادث اغتصاب في مناطق سيطرة الدعم السريع ومن قبل منسوبيها، واستهداف دور العبادة كما تم في كنيسة القديسة ماري جرجس في الخرطوم وكنيسة حي المسالمة في امدرمان

2

طال التهديد لمدنيين وسياسيين من خلال خطاب الكراهية الذي يذكي هذه الحرب بشكل سيجعل تورط الطرفين في عمليات اختطاف وتصفيات للمدنيين اعمال مشروعة وفق فتاوي ودعوات يتم اطلاقها الان دون اي استشعار بالمسؤولية من قبل مطلقيها. ان حماية المدنيين والحفاظ على كرامتهم في اي من المناطق والاحياء التي تقع تحت سيطرة اي من الطرفين المسلحين هي مسؤولية هذه الاطراف وفق القانون الدولي، ويجب ان تقوم هذه الاطراف بإنفاذ سلطة القانون الطبيعي فيما يختص بحماية حقوق الانسان وعدم المساهمة في انفراط الامن وتهديد الافراد والممتلكات ويجب ان تتعاون مع مكونات المجتمع ودعم المبادرات من اهالي تلك الاحياء لتقديم الخدمات الضرورية وبسط الامن وايقاف التغول غير الضروري داخل الاحياء ومساكن الناس وتقليل كلفة خسائر الاقتتال كواجب اولا اخلاقي

3

وانساني وقانوني كذلك. ناسف للاضرار التي لحقت بمقتنيات كثير من الافراد واعمال السطو على البنوك وخزائن مدخرات المواطنين في هذه البنوك، وعلى الاطراف المعنية تجريم هذه الممارسات الان والالتزام

.4.

بالتحقيق حولها ورد الحقوق لاصحابها. يجب ان يعلن الطرفين التزامهم بحماية التراث الانساني ودور العبادة وهنا ناسف لما تم لمكتبة محمد عمر بشير في الجامعة الاهلية ونأمل ان تؤكد جميع الاطراف حرصها على مقتنيات

5.

السودانيين والارث الاكاديمي والمهني والمعرفي في الجامعات والمتاحف والمقار الحكومية

والحفاظ على التراث الذي تذخر به المكتبات السودانية ودار الوثائق والافراد في منازلهم

6. يجب ان يتم تعزيز تفاهمات على الارض بما يختص بقيام الاطراف المتحاربة الان بالتزاماتها

وفق القانون الدولي، ووفق اي تفاهمات في مسار التفاوض الحالي للقضايا الانسانية في جدة

تدعم إزالة المخاطر والمهددات، وبما يعزز دور الاهالي في الرقابة على هذه الاطراف وضمان

وصول المساعدات والخدمات للمحاصرين في مناطق الاشتباك. وبما في ذلك حماية الكوادر

الصحية والمتطوعين والمساهمة في ايصال الادوية الضرورية لمراكز تقديم الخدمات العلاجية

وتعزيز اكرام الموتى بدفنهم وبشكل لايق والسماح بمراسم التشييع في هذه المناطق كما يجب

الالتزام بتسهيل دور المنظمات الطوعية ووصول المساعدات الإنسانية دون اي تهديد والالتزام

بحماية الصحفيين اثناء تادية واجبهم في عكس الاوضاع الانسانية في هذه المناطق.

الالتزام بدعم جهود المجتمع والاهالي في محاصرة تمدد نطاق الاشتباكات

تابع الجميع جهود المجتمع وقياداته في دارفور ومناطق اخرى في السودان في شمال وجنوب

کردفان لاحتواء تمدد الحرب بهذه المناطق، وكما ناسف لما تم ويتم في مدينة الجنينة عاصمة وحاضرة غرب دارفور من القتال الذي دار في المدينة منذ الأسبوع الأخير من شهر أبريل والذي لم تفلح الجهود الأهلية في احتوائه بالرغم من توقيع اتفاق سلم يوم 1 مايو برعاية سلطان المساليت والمكونات الإثنية الأخرى في المنطقة، مما أدى لتجدد الاقتتال والذي راح ضحيته اعداد كبيرة من المواطنين، كما تم تحطيم بعض مرافق المدينة وتعطيل الخدمات وفي مقدمة ذلك المستشفى العامل بالمدينة. رغم الجهود من قبل الادارة الاهلية في مدينة الابيض ومجتمع كردفان الا ان الاتفاق هناك لم يصبح ملزما بعد لجميع الاطراف وما زال الوصول لابقاء منطقة كردفان بعيدة عن النزاع لا يحظى بدعم الاطراف المتحاربة رغما عن المبادرات المجتعية هناك، والتي نأمل ان تجد الدعم الرسمي الذي يعزز

نجاحها. ظل الاتفاق في مدينة الفاشر في شمال دارفور، ومدينة نيالا بجنوب دارفور، ساريا بدعم قيادات المجتمع الاهلي والتزام الطرفين بالاتفاق الذي وقع اواخر شهر ابريل، رغما عن بعض المهددات التي حاقت بهذه الهدنة، وقد ظلت الاوضاع مستقرة في مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور

عليه من الضروري الان الانتباه للواجبات الاتية 1. يجب دعم الاستقرار والسلام في هذه المناطق وبشكل ملزم للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وبما ينزع فتيل الحرب وبمشاركة الاثنين في دعم دور قيادات المجتمع والادارة الاهلية في معالجة الاوضاع الحالية ودعم دور الشرطة والسلطات المحلية وحكومة الاقليم

والولايات في بسط الامن والحفاظ على الاستقرار ضرورة ان تكون مشاركة الحركات المسلحة المتواجدة في هذه الأقاليم في دارفور وكردفان، بما في ذلك حركة تحرير السودان بقيادة السيد عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية شمال بقيادة السيد عبد العزيز الحلو تعزيزا للالتزام بعدم توسع الاقتتال في مناطق جديدة، وضمان تحقيق

2.

السلام والامن في اقليم دارفور والاقاليم المجاورة لا يمكن تعزيز عدم اتساع رقعة الاقتتال في هذه المناطق ودعم دور المجتمع وقاداته في المناطق التي تتواجد فيها قوات الدعم السريع خارج مدينة الخرطوم الا من خلال قبول قيادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والتزامها بدعم هذه التفاهمات التي تتم من قبل الادارات الاهلية

3

والمجتمعات هناك. يجب ان يتم تعزيز دعم القيادة العليا للجيش والدعم السريع لهذه التفاهمات باعلان الطرفين لرغبتهم وجديتهم في الوصول لحل سلمي وعبر التفاوض للاقتتال الحالي وعدم رهن مصير البلاد بالحرب، ومع تأكيد التزام الطرفين ،آلان بتوفير الحماية اللازمة للاطراف غير المشاركة بشكل مباشر في اعمال الاقتتال

4.

ختاما نتوجه ومن خلال هذا النداء لتعزيز جهود المجتمع السوداني في احتواء اثار هذا الصراع الدموي والدور الذي تقوم به مدن وأقاليم السودان والدول المجاورة الان في استقبال النازحين بضرورة دعم هذه الجهود داخل السودان وفي جواره الإقليمي وبما يساعد في تقليل اثار النزوح من قبل الاسرة الدولية والمجتمع الدولي، ونطالب الاطراف الوطنية هناك بضرورة الوعي بالمهددات التي فرضتها هذه الحرب على مواطنيهم والعمل، ومن قبل الخضوع للضغوط الدولية على انهاء معاناة شعبهم من خلال استشعار الواجب الاخلاقي والوطني والخضوع للضمير والقانون وتجنيب اهلهم وبلادهم هذه المساومة في الحق في الحياة والكرامة.

التعليقات مغلقة.