خط الاستواء- عبد الله الشيخ- (عُثمانوف)..

30

تقديم النصح للثورة دون الانخراط في فعلها، هو تعالٍ أجوف في أحسن الفروض.
الثورة ليست رسالة ماجستير أو دكتوراة، يمكن أن تتحصل عليها في لحظة تمكين ناعمة الملمس، كظهر حية رقطاء، ولا هي محاضرة في الخفاء لتزويج الطفلات في الصحارى.
الثورة ليست نصاً يتم تصحيحه بالعنعنة أو ادغاماً بغُنّة.. الثورة مخاض، الثورة مد وجزر، رصد وتكيف، تضحية وفداء.
الثورة تمرد على القديم، وممارسة السلوك الأبوي بعض آليات القديم التي أتت الثورة لهدمه.. لكن عبد الحي يوسف – الدكتور – يغازل الدعم السريع، ويهتف بشعارات ثورتنا أمام القصر الجمهوري: حرية سلام وعدالة، ومثله معه الجزولي – الدكتور- فهو الآخر يحتشد فوق شاشات الخليج داعياً لاستعادة الشريعة الغراء، التي يقول أن العلمانيين والمندسين في تجمع المهنيين يسعون للاطاحة بها، ما يعني أن الدكتوران يؤمنان بأن مُخلصهم، المشير الركن، عمر حسن أحمد البشير قد طبقها لهم.
لن نتدخل في قناعاتهم الشخصية، فهذا ما تكفله لهم شرعة حقوق الإنسان، لكن هذا الصنف من الشهادات العجيبة، إن لم تتكشف أسراره تحت أضواء الثورة الباهرة، فمن الممكن الجزم بشكل قاطع، أن الثورة زادوها موية… وكذلك لا نريد أن نتحدث عن نُصرة الدكتوران عبد الحي يوسف ومحمد علي الجزولي للشريعة، فهما مجاهدان – استغفر الله – فأنا لم أقل أنهما داعِشيان يستطيعان (فرنَبة) غصن التغيير في ميدان الاعتصام، فتطير العصافير مرة أخرى الى مهاجرها، أو (كل فار يدخل جحرو) كما هدد إنسان الشرفة من قبل….
لا شك عندي في أن عبد الحي والجزولي – لوحدهما- يستطيعان تغيير مجرى التاريخ بتلك الدكتوراة المحمولة جواً، والتي هبطت عليهما في زمن تمكيني أصبح فيه الأكاديمي، كائناً حلوياً… إن كان للسودان وجيع، لما قال عنه وكيع مثل هذا بعد أن شكوت اليه سوء حظ ثورتنا وهوانها على الاخوان، حتى أصبحت مشاعاً بينهم مثل البيض، الذي كان يسلقه سوسولوف على عهد الاتحاد السوفيتي السابق..
من هوان ثورتنا عليهم أنها تتلقى النصح مما تجود به قريحة الرفيق (عثمانوف) الذي يؤمن بشكل قاطِع، أن الثورة مثلها مثل السِعِن، لذلك هو لا يتوقف عن رشرشتها بماء الوضوء، كيف لا وقد كان أحد المقربين من الحبر الاعظم، علي عثمان محمد طه، لذلك هو لا ينفك يقدم التنويهات للثورة وللثوار، أن يفعلوا وأن يتركوا،،، وأن يكون لحكومتهم قصب السبق الزام العاملين بالمواعيد وبربطة العنق، وألا يصافح المسؤول مرؤسيه، وإنما يكتفي بايماءة والسلام، الى غير ذلك من توجيهات عثمانية، تذكرني– على طول- بسوسولف قائم مقام الماركسية ومنظر الاتحاد السوفيتي العظيم على عهد الرفيق برجنيف… وتعيش كتير تشوف كتير: ما من معضلة فكرية أو أقحوانية في زمن الحرب الباردة، إلا ودبَّج سوسلوف حلاً لها، على غرار ما يفعل رفيق الدرب هذا، الذي كان أميراً في الرواق لكافة الطلاب المسلمين- عليه أفضل الصلاة والسلام – لكنه حتى هذه اللحظة لم يكشف عن مخططه الرامي الى تنزيل الشريعة فينا!

التعليقات مغلقة.