المدرب المقتدر والمحلل الفني البارع الكابتن محمد الفاتح حجازي يكتب عن المريخ برؤية فنية شاملة و وافية: المريخ و بلوزداد
عاد ريكاردو اكثر نضجاً و واقعية، فقد علمته تجاربه أن جمال الأداء لا يفيد مثل التوازن في الأداء.. و أن الدفاع القوي هو سمة الفرق الكبيرة.. و أن الواقعية وقراءة المنافسين و اللعب على نقاط ضعفهم هي ديدن كل من يريد الفوز، وأن الجراءة لا تعني الحماقة، أو الاستهتار بالمنافسين.
رغم عدم الانسجام التام بين لاعبي المريخ، و عدم جاهزية عناصر مهمة، إلا أن المريخ أصبح صاحب هوية فنية متميزة.. حيث لعب المريخ مباراة كبيرة.. فيها بناء متميز من الخلف، و خروج سليم بالكرة..
المريخ لعب بتنظيم ١/٣/٢/٤/١
بزيادة عددية من برايان و ماوتزينهو هجومياً، وذلك خلق فرص تهديفية للجزولي، وأكثر ما ميز المريخ هو التنوع الهجومي بالاطراف والعمق، مما اكسب المريخ الهوية الفنية للفرق الكبيرة في الملعب.. و بزيادة عددية في الاطراف خاصة الظهير الايمن البرازيلي الذي وصل لمنطقة جزاء بلوزداد، و لو كان في حالة تركيز عالية لسجل هدفين.
الظهير الأيسر للمريخ لعب أجمل مباراة له دفاعياً وهجومياً، فقط يعاب عليه احياناً تشتيت الكرة لحظة استخلاصها، وهذا يوضح أن اللاعب كان تحت ضغط المباراة، وربما أيضاً يكون من شدة تركيزه العالي مع توجيهات ريكاردو بعدم التهاون في الكرة في مناطق المريخ الدفاعية.
الارتكاز البرازيلي هو محور أداء المريخ، رغم البطء الواضح له في التحولات الدفاعية، لكن اختيار ريكاردو للتاج مثالي جداً للقيام بالاداور الدفاعية ومساعدة الظهيرين دفاعياً و تقليل العبء على البرازيلي.
ظهر المريخ بمرونة تكتيكية عالية، يتحول فيها التنظيم ل ١/٥/٤/١
لحظة فقدان الكرة والتحول للدفاع.
المريخ لديه قدرة عالية في الامتطاط على عرض وطول الملعب، مما اتاح له بعد فني عميق.. فعندما يخرج الكرة يحولها من جانب الي جانب بسلاسة وإتقان في التمرير الطويل الذي ابدع فيه داؤود و كرشوم، و هذا الأخير أوضح بأنه ليس فقط قلب دفاع، او صمام أمان لكنه أفضل من يتوغل بالكرة ويصنع زيادة عددية بالكرة ويخلق حالة من الارتباك للمنافس ويتيح لزملائه بالوسط والهجوم أريحية في خلق مساحات خلف وسط المنافس وعمل دعم للهجوم في الممرات بين دفاعات المنافس.
على ريكاردو فقط أن يطور من الاستحواز، وعدم فقدان لاعبي الوسط للكرة في لحظات البناء، خاصة التاج،
وأعتقد أن أرضية الملعب هي من تسببت في فقدان كرات كثيرة.
أيضاً لابد من العمل على حركية الوسط للاستفادة من الممرات بين خطوط البلوزداد في المباراة القادمة.
هذا الفريق رغم جودة لاعبيه، الا ان عندهم نقاط ضعف تتمثل في الفراغ بين لاعبي الوسط والمدافعين،
و كذلك تقدم الظهير الأيسر الذي اعتبره نقطة الضعف، وأعتقد أن مشاركة رمضان من بداية المباراة القادمة سيكون فيها تفعيل قوي للجهة اليمني، مع البرازيلي الظهير.
الجزولي يحتاج لتدريب فردي في عملية الإنهاء، واتخاذ القرار الصحيح، وهذا اللاعب أراه نجم المستقبل للكرة السودانية.
أصبح المريخ بنكهة برازيلية، لكنه يفتقد الي عمل ليس بالقليل على المستويين الفردي والجماعي.
لعب المريخ بنظام يتناسب مع قدرات لاعبيه ولعب على نقطة ضعف بلوزداد في الظهير الشمال و استطاع ان يخلق منظومة دفاع قوية ليحد من خطورة المحترفين الأفارقة وهجوم المنافس.
المريخ يحتاج ان يكون أكثر تكتلاً لحظة فقدان الكرة، و الأهم أن الفريق عليه نقل الكرة بسرعة من الوسط للهجوم خاصة في التحولات الهجومية لان الجزائري يكون في حالة دفاعية سيئة لحظة فقدانهم للكرة.
ماوتزينهو مهاري ومميز في التسديد و التمرير، لكنه يلجأ للحل الفردي كثيراً رغم البطء الواضح في حركته، و عليه أن يلعب جماعياً، فهناك لحظات كثيرة كان يمكن أن يمرّر بين الخطوط للجزولي أو للمهاجم الاخر وهنا تكون جودة اتخاذ القرار.
محمد المصطفى يسير في الطريق الصحيح، وهو من اكسب المريخ ثقة كبيرة، فقط عليه أن يرفع من نسق التواصل بينه وبين المدافعين في الكرات المعكوسة، او حتى في لحظات انفراد المهاجمين، او الفرص الصعبة.
الضربات الثابتة يمكن أن تفيد المريخ وتحقق له نتائج مميزة اذا ما استفاد الفريق من اللاعبين حمزة وكرشوم و رمضان فيها البرازيلي في الارتكاز.
رؤيتي الخاصة للمباراة القادمة مع البلوزداد، ان يجري ريكاردو تغييرات مهمة في الفريق من ناحية المراكز وتغيير بعض اللاعبين، وذلك وفقاً لمتطلبات المباراة وقدرات اللاعبين، واستغلال نقاط ضعف المنافس وتحجيم نقاط قوته.
و هذه تحتاج لدخول السماني في الوسط منذ البداية مكان ماوتزينهو ورمضان عجب على الجهة اليمني مع الدفع ببرايان للمقدمة الهجومية بديلاً لباولو مع الجزولي أو العكس رمضان في المقدمة وبريان على الجهة اليمني لان دفاع بلوزداد فيه فراغات و بطء ويجب أن تستغل هذه النقاط.
التمنيات للمريخ بالتوفيق في قادم المواعيد.
محمد الفاتح حجازي
مدرب
#امير_عوض
التعليقات مغلقة.