وائل عبدالخالق مالك يكتب.. نحن في معركة مع عصابة

167

مهما يحدث في الميدان فلنتذكر اننا لسنا في خضم مباراة لكرة القدم نشجع وندعم فيها من يلعب جيدا او من يسجل الأهداف ويحقق بعض الانتصارات هنا وهناك
نحن في معركة للأسف معركة مع عصابة اغلبها من أبناء جلدتنا السودانيين الذين تحركهم اهداف واطماع توسعية قبلية متعدية الحدود من جهة ومصالح لمحاور خارجية من جهة أخرى
وفي هذه المعركة لا يوجد منتصر او مهزوم
لا يوجد طرف يكسب وآخر يخسر
جميعنا خاسرون بلا شك
ولكنها معركة للأسف مفروضة علينا
هناك نتيجتان لا ثالث لهما
اما ان نحافظ على وجود الدولة بكل ضعفها وهوانها وفشلها على أمل أن نعمل جميعا كسودانيون مستقبلا على إصلاح واعادة تعريف وبناء الدولة أو أن تضيع الدولة وتتفتت وتتشظى نتيجة مغامرات عصابة النهب والقتل السريع ومن يقف خلفها ويتم محو السودان كدولة وكشعوب من ذاكرة التاريخ وحاضر ومستقبل الامم..
وعلى صعيد آخر فليس دعم الجيش هو دعم للبرهان ومن معه من جنرالات الدم شأنهم شأن حليفهم القديم عصابة النهب والقتل السريع، كما ان دعم الجيش ليس دعما للكيزان وطموحهم القمئ للعودة عبر بوابة هذه الحرب وانما هو دعم لما تبقى من مؤسسات الدولة وغطائها الأمني الوحيد ضد الأطماع والتغيير الديموغرافي والسكاني الذي تعمل من أجله عصابة الجنجويد..
في حقيقة الأمر فان دعم الجيش في هذه اللحظات المفصلية من تاريخنا هو دعم لحق الشعوب السودانية جميعا دون استثناء في الحياة وفي البقاء فلا الدولة ولا الشعب يملكون غطاءا سوى الجيش يقيهم عسف واجرام وهمجية عصابة الجنجويد ..
في كل الاحوال سواء حربا او سلميا عبر التفاوض
فان كل الحلول والنتائج لن تصب في مصلحتنا كشعب وكمدنيين دون وجود جيش يمثل غطاء قوي يحمي حياة الناس وأرض السودان..
هذا الأمر غير خاضع في اعتقادي للمماحكات السياسية والابتزاز الطفولي الذي تمارسه بعض الخطابات ضد الجيش..
فهذه الخطابات في حقيقتها لا تستهدف الجيش في جوهره بقدر ما تستهدف نزع الغطاء الأمني الذي يمثله عن حياة شعبنا وممتلكاته وارضه وعرضه لتقدمه لقمة سائقة للجنجويد وحلفائهم ومن يقف خلفهم..

دعم الجيش رغم كل ما به من ضعف وهوان
دعم الجيش رغم كل تاريخه المرير
دعم الجيش رغم وجود بعض الكيزان في قيادته
دعم الجيش يعني دعمنا لحقنا في الحياة والبقاء

والوقوف موقف الحياد الرمادي حتى وان لم يعني دعما للجنجويد فهو على الاقل يعني الصمت عن جرائمهم الانسانية
يعني المراهنة بممتلكات الناس
يعني التقليل من جرائم القتل والنهب والاغتصاب التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها
يعني القبول بمنطق ان كل من هو ليس جنجويدي فهو وماله وعرضه غنيمة حرب كما قال لي احد الجنجويد الذين فاوضتهم لاسترداد اوراق وشهادات وجوازات الاسرة عندما احتلوا العمارة التي اسكن بها وعاثوا فيها سرقة وخراب ..

دعم الجيش حاليا في اعتقادي هو مسؤولية وطنية واخلاقية
وهزيمة الجنجويد القاصمة للظهر ليست في ميادين القتال والحرب بل هي في التفاف جميع الشعب حول الجيش ونبذ الجنجويد ولفظهم اجتماعيا وسياسيا وايصال صوت الشعب لكل المجتمع الاقليمي والدولي بجرائم الجنجويد وعدم القبول بهم كقوة مسلحة او كشريك سياسي ضمن أي حل بالتفاوض وانه لا مجال سوى لتفكيك ونزع سلاح وتسريح هذا الكارتيل الاجرامي ..

 

#لا_للحرب
#نعم_للسلام
#مافي_مليشيا_بتحكم_دوله
#اي_كوز_ندوسو_دوس

التعليقات مغلقة.